المتابع للأحداث يعلم تمام العلم أن الذي يحدث في هجليج الآن لا ينفصل عن المشهد العام لمسلسل الاحداث منذ ما يقارب عن ربع قرن في السودان ، عند كل زنقة افتعال أزمة! لصرف الناس عن القضايا الاساسية!.
كان النظام النفاق يستخدم العنصرية والجهوية والدين للتفريق بين السودانيين ولا زال لكن اضاف عليه صك غفران اسمه (الوطنية) هذه المرة! يا لبؤسكم! نسمع عن النفرة الرئاسية التي لم تستطيع ان تجمع عشرة اشخاص! وطلع علينا أناس حاولوا اقناعنا للذهاب الى الحرب نيابة عنهم! وقالو: (يجب ان نؤجل القضايا الانصرافية الى حين) وقالو: (الذين لم يدينوا احداث هجليج خونة وغير وطنيين) وكلام كثير رخيص وما عندها أي معنى.
لسنا فاقدي الذاكرة! لحسنا كوعنا كي نتعلم! ولا نريد أن نلحس كوعنا كي ننسى! ونعلم جيداً ان هجليج سودانية وكذلك الدماء التي تراق سودانية! وعزيزة علينا ، لكن هذه المرة نريد حل المشكلة نهائياً وأكرر نهائياً!؟!؟ أن الخطأ الفادح الذي نحن فيه الآن ، اختزال الوطن كله في ثلة عنصرية منافقة وتدير نظام عنصري منغلق! إنها عصابة الانقاذ! نعم إنهم عصابة من منافقين ولصوص ومرضي نفسيين! حرقوا خيرة ابناء هذا البلد في حرب الجنوب باسم الدين واتضح انها كانت كذبة كبرى! ثم باعوا الجنوب بثمن بخس! نظير بقاءهم في السلطة فقط لا غير! إذن هي ليست لله ، إنما هي للدنيا قد خططوا وعملوا لها! وعندما انكشف سواءتهم ولم يجدوا من يحارب نيابة عنهم ، اصبحوا يوزعون صكوك الغفران يمينا وشمالاً لعلى وعسى أن يكون هناك من يخاف على اتهاهم ويذهب الى المحرقة قرباناً للبقاءهم في الكراسي! لكن يبدوا ان الشعب السوداني وعى الدرس جيداً ولم يفقد الذاكرة! وتذكر أن هناك حلايب محتل وان فشقة محتل! والنظام تقول اثيوبيا الشقيقة ومصر الشقيقة والجنوب العدوة! ويجب انهاء سلطاتها في دولة الجنوب الوليد! ونقول أن الشعب على وفاق مع النظام ويزيد عليها ويقول : إذا كانت مصر شقيقة واثيوبيا شقيقة! فإن جنوب السودان توأم السودان! ، لاننا على يقين بان فشقة وحلايب اراضي سودانية حتى إن لم توجد فيها آبار بترول! إن كان هجليج البقرة الحلوبة لكم يا منافقي الانقاذ فان حلايب وفشقة هي ايضا ابقار سودانية وتدر حليبا صافيا لذة للشاربين من ابناء وطني! وهي قطعتين من هذا الارض الغالي علينا جميعاً وليس هناك خيار وفقوس!.
الى الذين استيقظ وطنيتهم فجأة بعد سبات عميق قرابة ربع قرن من السرقة وبيع والتسلق والتملق والوصولية ، انتم آخر من يتكلم عن الوطن والوطنية والدفاع عن الوطن! لاننا لم نفقد الذاكرة ونعلم أن 80% من ميزانية الدولة تصرف على الامن والدفاع! وديدن النفاق في ان تحابي الذين يسرقون أكثر! ابو ريالة عبدالرحيم محمد حسين ! سارق جامعة الرباط التي انهارت ابان توليه وزارة الداخلية والمقاول من أقاربه ، تم تسليمه وزارة الدفاع بميزانية شبه مفتوحة! ماذا انجز! باع مواقع تابعة لوزارة الدفاع وحولها الى ملاهي! لقاء عمولات! حتما هذا الذي يجيده! فاقد الشيء لا يعطي ، هذا كل ما فتح الله عليه! الدبابات التي استوردها تم اعادتها للصيانة! تخيلوا دبابة لم تطلق دانة واحد وتعاد للصيانة! مذهل يا هذا! وفساد البقية معروف! لاننا بصدد احتلال اراضي الوطن والدفاع عنه!.
نقول للوطنيين الجدد الدفاع عن الوطن يبدأ من وقف القتل والتشريد والاغتصاب المستمر في دارفور منذ عام 2003م وحتى اليوم! ، كذلك عدم مضايقة الطلبة الدرافورين في الخرطوم وقتلهم في مكاتب جهاز الامن الوطني ومراكز الشرطة وفي عاصمة البلد! ، الدفاع عن البلد يبدأ من وقف القصف وتشريد سكان جنوب كردفان عن مناطقهم، الدفاع عن الوطن يبدأ من وقف القتل والاعتقال التعسفي والاثني في النيل الازرق، الدفاع عن الوطن يبدأ من نيل المناصير حقوقهم كاملة ودون مزايدات عليهم ، الدفاع عن الوطن يبدأ من أعطاء إنسان الشرق حقوقه ومعاملته كمواطن! الدفاع عن الوطن يبدأ من الإهتمام بالانسان السوداني من صحة وتعليم وماء نظيف ولقمة عيش كريمة وقبلها الحرية.
نقول للوطنيين الجدد الدفاع عن الوطن يبدأ بكنس من باع الوطن بثمن بخس وتقديمه للمحاكمة ، الدفاع عن الوطن يوجب إعادة المؤسسات المنهوبة باسم الخصخصة من سكة حديد ، سودانير ، البريد السوداني ، النقل النهري ، هيئة المواني البحرية ، الاراضي الزراعية الموهوبة لدول اخرى بدون مقابل معلوم! الدفاع عن الوطن يبدأ من التخلص من اللصوص وارسالهم الى السجون ، الدفاع عن الوطن يبدأ من بناء قوات مسلحة وشرطة وطنية وبعقيدة جديدة بالطبع ليست فلترق الدماء! ، إنما بعقيد فلتحفظ كل الدماء.
المتاجرة بالوطنية او محاولة ابتزاز الآخرين بالوطنية قد تجاوزها الزمن! والوطن لا يمكن تجزئته! النظام الذي تقتل مواطنيه هي ايضا غير وطنية! الحروب في الجنوب والغرب والشرق راح ضحيتها اربعة مليون نفس من المسئول عنها! أليس نظام الانقاذ! وما اسهل الاتهام! ولهذا المتاجرة بالوطنية مرفوض جملة وتفصيلا والمسألة اعتقد من ذلك بكثير!.
بخصوص سوال العنوان لابد من ترتيب الاولويات! أين تكمن الخلل! من وجهة نظري الخلل في الخرطوم! الجنوب كانت تحارب الانقاذ! حركات دارفور لا زالت تحارب الانقاذ! جنوب كردفان تحارب الانقاذ! النيل الازرق تحارب الانقاذ! حركة كوش تحارب الانقاذ! المناصير تحارب الانقاذ باسلوبها السلمي الجميل! ... المثل يقول: (لو تلاتة قالو ليك رأسك مافي! إتحسسو!) ... إذن إين الخلل ويجب إصلاحه .:. الوضع متروك لتقييمك!.
إضاءة:
الإكراه على الفضيلة ، لا يصنع إنسان فاضل، كما وأن الإكراه على الايمان لا يصنع شخص مؤمن ، الحرية هي أساس الفضائل! .
-----------------
آدم بوش
17/ابريل/2012