الثلاثاء، 13 يناير 2009

سوار الدهب... أصبح سوار من حديد صدئ

المشير معاش عبد الرحمن سوار الدهب اسم معروف على مستوى العالم، لأنه تسلم السلطة عند سقوط نظام مايو وسلمها لحكومة منتخبة (ديمقراطيا) على الأقل شكلياً والذي لا يعلمه سوار الحديد أنني ممن ساهموا في وصوله إلى تلك الموقع والذي بسببه أصبَح مشهوراً، أقول ساهمت لأنني اذكر جيدا يوم سفر جعفر النميري إلى أمريكا، كان آخر امتحان لي في تلك اليوم لأنني ممتحن الشهادة السودانية ، وعندما يكون آخر يوم في الامتحانات يعني تفعل البدائع وبالفعل خرجنا بالمظاهرة من مدرسة الخرطوم التجارية – شرق جامعة الخرطوم – مروراً بالجامعة وشارع الجامعة إلى المحطة الوسطى ثم العودة إلى مبنى الاتحاد الاشتراكي سابقاً، وظللنا نتظاهر إلى أن سقط نظام مايو، وأذكر جيداً أن حكومة الدكتور الجزولي دفع الله لا يوجد فيه أي مسئول من دارفور ، الأرشيف موجود، وهناك كلام كثير حول انتماءات تلك الحكومة وارتباطاتها بالجبهة الإسلامية القومية ونعتقد أنه لا دخان بدون نار! ونقول للإخوة (البارزين) يجب أن تخلعوا الأقنعة وأن تتعاملوا مع الشعب السوداني بدون أقنعة على الأقل لمرة واحدة، أقول هذا لأنكم خدعتم الشعب السوداني بعد الانتفاضة! ومرة أخرى عندما ذهبتم إلى سلاح المدرعات وفي ليلة 29رمضان وأبلغتم قائد الانقلاب ضد البشير وجماعته وقلتم له أن الانقلاب قد فشل وانتم تضمنون لهم حياتهم إن استسلموا! وبقية القصة معروفة لدى الشعب السوداني، ويبدوا أن الدور على شعب دارفور!.

ما دفعني إلى كتابة هذه الكلمات هو ظهور اسم سوار الحديد في الأخبار هذه الأيام مرتبطاً بقضية دارفور كأن قضية دارفور ولدت بقرار 1706 وإنه لأمر مخزن.

سوار الحديد مشكلة من مشاكل السودان مع سلبيته البين، لكن كنت أتمنى أن لا يدخل في قضية مرتبطة بدارفور في هذا الوقت المتأخر جداً.

الخبر يقول ((مجموعة الشخصيات السياسية السودانية (البارزة) برئاسة الرئيس السابق عبد الرحمن سوار الحديد  ، طرح مبادرة لتحقيق الوفاق والمصالحة بين القوى السياسية في الحكومة والمعارضة، وأطلقت على نفسها (هيئة توحيد الصف الوطني) وأن البلاد تمر بمنعطف خطير جراء الأحداث الداخلية ، وفي مقدمتها أزمة دارفور والتهديد الخارجي وبسبب قرار مجلس الأمن الرقم 1706.))

 

نقول لهؤلاء الشخصيات (البارزة) هل انتم سودانيون أم أنكم أتيتم من كوكب آخر؟ ولنتعرف من هم هؤلاء الذين يميزون أنفسهم بـ(البارزين):

1-     عبد الرحمن محمد حسن سوار الدهب

2-     خلف الله رشيد

3-     آبل ألير

4-     أحمد عبد الرحمن محمد

5-     محمد عيسى عليو

6-     عثمان عبد الله محمد

7-     محمد محمود الشنقيطي

منذ اندلاع ثورة دارفور في مارس 2002 وحتى اليوم لم نسمع بهذه الأسماء باستثناء واحدة وهو الأستاذ/ محمد عيسى عليو، لم نسمع بمعني إنهم لم يفتح الله لهم بقول شيء في مشكلة دارفور التي هزت جميع مخلوقات العالم ما عدا سوار الحديد ومن لف لفهم!،  وهذه المجموعة أصدرت بيان بتاريخ 24/9/2007م وأعتقد إنها البيان رقم (1) واللواء (معاش) عثمان عبد الله محمد وزير دفاع حكومة سوار الحديد يجيد كتابة البيانات والمقالات المفبركة وهو يعلم قصدي جيداً ،  وفيها ذكر (ولضمان عدم المساس بما تم الاتفاق عليه سلفا بين الحكومة ومعارضيها...) وفقرة تقول (تدارست الهيئة أسباب صدور القرار الأممي 1706 وتداعياته المحتملة على إقليم دارفور خاصة وعلى السودان عامة...) إذن هذا هو بيت القصيد! نعم القرار 1706 هو بيت القصيد!.

بدلاً من كتابة مثل هذا البيان ونشرها على الملأ كان الأجدر أن تنصحوا نظام المؤتمر الوطني لحل مشكلة دارفور ... وهل تعلمون لماذا صدر القرار 1706؟ اشك في ذلك لأنكم (البارزون) من السودانيين حسب إدعاءكم! أنتم لا يهمكم إن قتل المواطن في دارفور أو اغتصب واحدة أو آلاف النساء في دارفور وإن تحول دارفور إلى رماد ليس مهم ، إنما المهم أن لا يتعرض أي من المجرمين الذين قتلوا الدار فوريين للاعتقال أو محاكمة! المواقف الصعبة تبين معادن الرجال لقد بان معدنكم، إذا كنتم تعتقدون إنكم تنقذون المؤتمر الوطني من ورطته فانتم واهمون لان الحل بأيديهم إن أردوا ، لكن الله سبحانه وتعالى أعمى بصرهم وبصيرتهم بسبب جرائمهم في دارفور والله يمهل ولا يهمل ودعوة المظلوم مستجاب بإذن الله وأهل دارفور تعرضوا لظلم كبير وأمام أعينكم لكنكم فضلتم السكوت بدلاً من قول الحق والساكت عن الحق شيطان أخرس.

كما يعلم الجميع أن مشكلة دارفور اندلعت في مارس 2002م والآن عمر المعاناة والدمار والتهجير والاغتصاب ثلاثة سنوات ونيف يا سوار الحديد الصدئ ووزير دفاعك وكل من لف لفكم أين كنتم لمدة ثلاثة سنوات ونيف؟ من هو الرئيس الفعلي لهذه الهيئة الم يكن أحمد عبد الرحمن محمد وزير داخلية نميري ، ونائب الترابي في الجهة الإسلامية القومية وعضو المكتب السياسي للمؤتمر الوطني و...و.... الخ.

مواطني دارفور دعوا بنو وطنهم أن ينصفوهم لكنهم أداروا وجههم وأولهم أنت يا سوار الحديد الصدئ ألم تكن في منظمة المؤتمر الإسلامي؟ ماذا قدمت لأهل دارفور؟ بحكم موقعك كرئيس سابق للسودان هل قلت كلمة حق في مشكلة دارفور؟ هل تدري أن ظلم ذوي القربى اشد مرارة! أقول هذا لأنك من كردفان!.

كل الذي نعلمه أنك أصبحت مجرد يبدق يحركه البشير وغيره وهذه هي السلبية الذي تحدثت عنه في بداية المقال، نعلم جيدا كيف أصبحت رئيسا للسودان وبعدها كيف سلمتها، أما يصل بك المهانة بان تكون وسيلة للآخرين لتحقيق أغراضهم فهذا غير مقبول، ومن الآن نريحك ونرتاح .... وبكل وضوح وصراحة... وساطتكم مرفوضة.

ونقبل بدخول القوات الدولية ونقبل بإقامة محاكم لجرائم الحرب في دارفور وإذا كان البشير بمقدوره تحويل دارفور إلى مقبرة كما فعلها من قبل فليفعل مرة أخرى، لان تنظيم القاعدة وحسب تصريح الظواهري تبرأ من نظام المؤتمر الوطني.

أما نحن فلنا الله وسبحانه وتعالى ومن وقف بجانبنا من مخلوقات الكرة الأرضية غير الشخصيات (البارزة)، ونؤمن بأن هناك عدالة في السماء ونرضي بما هو مقسوم لنا، عودوا إلى جحوركم غير مشكورين.

(أبو جهل) وزير دفاع الإنقاذ ... سارق جامعة الرباط

من الخطأ أن نظن أن الحرب في دارفور تنتهي باتفاقية أبوجا الناقصة إنما تلك الاتفاقية تزيد من الكارثة يوميا، ودائما الحكام الفاشلون في حلحلة مشاكل الوطن الاقتصادية والاجتماعية والسياسية يلجأون إلى الحروب لصرف الأنظار عن ما فشلوا في انجازها في بقية المسارات ولكي يجدوا العذر لأنفسهم والتبرير، لكن عندما يكون الحروب الشغل الشاغل لنظام الإنقاذ فإن هذه ظاهرة يجب أن يبحث بجدية.

تم توقيع على اتفاق أبووىبلنبيىليبىلويبةأبوجا في الخامس من مايو 2006م وقيل وقتها الفصيل الأكبر دخل عملية السلام، وهذه حقيقة وقع على الاتفاق وبقية الحركات ليس لها وجود فاعل على الأرض لذا نظام الإنقاذ كانت غير آبهة ببقية الحركات سواء وقعت أم لم توقع ، لكن المفاجأة كانت أكبر عندما علموا أن الفصيل التي وقعت على الاتفاق أيضا انشق على نفسها وأن أغلب القادة الميدانيين والسياسيين والإعلاميين وغيرهم الذين دعموا تلك الفصيل، قد ترجلوا عندما علموا أن الاتفاق لا يلبي طموحات أهل دارفور وأن قيادة الحركة سلكت طريق الدكتاتورية والقرارات الفردية التي أوصلته إلى تلك المهزلة المسمى (اتفاقية سلام دارفور) وفي نهاية المطاف وجد نفسه وحيدا في القصر الجمهوري ، وتلك قصة أخرى سوف نفرد له مقالات بإذن الله، مع العلم أنه لم يتم تنفيذ من اتفاق أبوجا غير بند واحد فقط (تعيين كبير مساعدي رئيس الجمهوري) وقد مضى على تلك الاتفاق أربعة أشهر.

قضى (المتشيخ) على عثمان محمد طه معظم شهر أغسطس 2006م وهو يتجول بين جنوب دارفور وغرب كردفان وكنا نعلم سبب تلك الزيارة الطويلة تلك ، حيث جيش عددا من المليشيات والجنجويد بالإضافة إلى جيش النظام وأرسلهم إلى شمال دارفور للقضاء على الثوار الذين رفضوا اتفاق أبوجا وكان العدد كافي للقضاء على الثوار حسب تقارير استخبارات النظام ووزارة الدفاع وتقارير خادمهم المطيع والى شمال دارفور (كبر) حيث بلغ عدد من شاركوا في تلك الحملة أكثر من ألفين وخمسمائة فرد أي ثلاثة ألوية بالتمام والكمال بعتادهم وعدتهم، ومحمولة على مائة وعشرون سيارة مختلفة الأنواع، وفي يوم الاثنين 11/9/2006م هاجموا مواقع الحركة في  منطقة كلكل بشمال دارفور والغريب في الأمر أن المعركة أستمر خمسون دقيقة فقط!؟ نعم إنها خمسون دقيقة لكن لمن كان في الموقع من قوات النظام والجنجويد ومليشياته خمسون عام!؟ واستولت الحركة على (61) سيارة متنوعة واستولت كذلك على أسلحة وذخائر ومؤن وأدوية والغريب أن السيارات كانت كلها جديدة وأعلى عداد مسجل وهي (2000)كلم، هذه التفاصيل وأكثر وردت في بيان للأخ عصام الدين الحاج الناطق الرسمي للحركة (وتجدونه في موقع حركة تحرير السودان www.sudanslma.com ) وتجدون أيضا بيان إلحاقي للبيان الأول، ولم تنفي نظام المؤتمر الوطني هذه الهزيمة النكراء بل والأدهى والأمر أن فلول مليشياتهم الهاربة من تلك المعركة تم تجميعهم في مدينة الفاشر وبالتحديد في سلاح المدفعية غرب مطار الفاشر وتم عزلهم تماماً لكي لا يبلغوا بقية المليشيات بما حدث في منطقة كلكل، وفي يوم الخميس 14/9/2006م ذهب إليهم والي شمال دارفور بمعية ضباط من القيادة الغربية وابلغوهم بان يعودوا إلى تلك المنطقة مرة أخرى ، وما كان من أولئك المغرر بهم أن قاموا بفتح النار على الوالي والضباط حيث قتلوا ضابطين وأحد حراس والي شمال دارفور وجرحوا أثني عشرة وخرجوا من سلاح المدفعية ودخلوا حي الثورة جنوب المطار، ولهذا قطعت الاتصالات عن مدينة الفاشر من يعد ظهر الخميس 14/9/2006م إلى يوم الاثنين 18/9/2006م (لحظة كتابة المقال) لكننا لا ندري إلى متى تستمر إغلاق الهواتف في ولايات دارفور، لكنهم نسوا إننا نستخدم وسائل اتصال أخرى لنقل الأخبار والمعلومات ... عصر العولمة ... والله يخلي العولمة.

بعد اتفاق أبوجا كل الفصائل والحركات الغير موقعة أعلنت تمسكها بوقف إطلاق النار! إذن لماذا تجيش الجيش وتسير المتحركات! لأنهم لا يريدون إنهاء الحرب باتفاق سلام! وهذا أصبح واضح الآن للعامة، عندما نبدي رأينا سابقا كانوا يقولون لنا: هل تعلمون الغيب!؟ نقول لهم تاريخهم يقول ذلك! مرة أخرى (المتشيخ) على عثمان طه يفشل في فعل شيء، بل أصبح كلمة الهزيمة ملازمة لاسمه ، ونقول له منذ بداية الثورة وحتى اليوم لم تنتصر في معركة واحدة وبإذن الله الواحد الأحد لن تنتصر.

بعد عودة فلول معركة كلكل وحوادث الفاشر بين الجيش ، ساورهم شكوك تجاه ما يحدث هناك وعلى عجل جمع (أبو جهل) وزير دفاع المؤتمر الوطني عبد الرحيم محمد حسين جمع الطلبة والمغفلين الذين يمكن شراءهم بحفنه من الدينارات أو دفعهم بحسهم الديني إلى تلك المعارك بإيهام أولئك بأنه بموجب القرار 1706 سوف يدخلون الأمريكان إلى السودان وعليه وجب الجهاد زورا وبهتاناَ ، هل ثوار دارفور يحملون جوازات أمريكية ونحن لا ندري! أم أن عيونهم خضر وشعر أشقر! ، شاهدت هذا المنافق عبد الرحيم محمد حسين على التلفزيون وهو يحلف بالله ثلاث ويقول أن باطن الأرض أفضل من خارجها في حالة دخول قوات دولية في دارفور، وهو أشد الناس تمسكاً بحياة الدنيا الفانية، وعندما كان وزيرا للداخلية أسس شركة مقاولات باسم نسيبه وأرسى عليه عطاء بناء جامعة الرباط وبحكم هذه العلاقة تم الغش والسرقة على عينك يا تاجر ، والله سبحانه وتعالى كشفه على رؤوس الأشهاد وذلك بانهيار تلك المبنى المغشوش في الأساس والله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل ، وعندما تكشف أمره نصحه صديقه الراقص (عمر البشير) بان يقدم استقالته من وزارة الداخلية ، ووعده بان يتولى موقع آخر حيث يتم السرقة بالنسبة كما فعله بهاء الدين محمد إدريس إبان فترة مايو (نقدي) يعني بلا عطاءات ووجع رأس، وتسلم (أبو جهل) وزارة الدفاع وعهد إليه تطوير القوات المسلحة وبميزانية مفتوحة وهذا يعني يا صديقي اسرق بلا حساب ولا عطاءات، وظهرت نتائج تلك الصفقة في السيارات الجديدة التي وصلت منطقة كلكل وشاركت في الهجوم على مواقع الحركة ، وثوار حركة تحرير السودان هم المستفيدين من تلك الصفقة ، حيث من ضمن سيارات (أبو جهل) شاحنات ZY وشاحنات رينو الفرنسية وشاحنات يورال الروسية ، وعدد (48) تويوتا لاندكروزر جديدة يابانية وأكيد دفع رباعي والمفضل لدى الثوار، نحن وجدنا نصيبنا من الصفقة ! هل وجدتم نصيبكم أيها الشعب السوداني! أسالوا (أبو جهل) حوار (الراقص).

كرازاي دارفور

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان رقم (1)

من مجلس شورى أبناء دارفور

 

نخاطبكم اليوم وهناك الكثير من الأحداث المتسارعة التي تدور في الساحة السياسية السودانية وهنا نخاطب الأمة السودانية جمعاء وبخاصة أبناء دارفور داخل الوطن وخارجه ونخص بالذكر من أهل دارفور ثوارنا الذين يحملون السلاح ضد نظام الظلم والطغيان ويحاربون الزنادقة والدجالين في السودان كما نخاطب المشردين في الداخل والخارج والمعتقلين في سجون النظام والنساء والأطفال الذين شردتهم القصف الجوي الحكومي لقراهم وفرقانهم إلى دول الجوار، وكما نؤكد للجميع أن الثورة نتيجة طبيعية للظلم الواقع من الأنظمة الحاكمة في السودان منذ الاستقلال إلى اليوم، وهنا نعني كل الأنظمة الدكتاتورية والحزبية على حد سواء فقد ظلمت أهل دارفور قاطبة بعربها وأفارقتها، وكل من في دارفور ينتظرون ثمرة ونتائج هذه الثورة الشعبية التي حركت كل القوى السياسية السودانية وأولها نظام الإنقاذ التي رمت نفسها في أحضان الحركة الشعبية لتحرير السودان ونعلم علم اليقين أن نظام الإنقاذ لا يمكن أن تجلس إلى طاولة المفاوضات طائعة مختارة إنما الضغط الذي ولدته ثورة دارفور هي السبب الرئيسي لهذا اللهث وراء أعداء أمس ونحن كأبناء دارفور لنا شرف صنع التأريخ مرة أخرى حتى وإن تكابر أناس وتناسى آخرون شأن هذه الثورة وأولى هؤلاء قبيلة الصحفيين السودانيين الذين دفنوا رؤوسهم في الرمال ولم يبحثوا عن الحقيقة في يوم من الأيام مع أن الصحافة مهنة المتاعب إلا أن الصحفيين السودانيين فضلوا أن تأتيهم الأخبار حيث هم وليس العكس فهنيئا لكم ب SMC التي توزع عليكم الأكاذيب، والثوار في دارفور لم يطلبوا الكثير إنما فقط يطلبون الدعم المعنوي من أهل السودان لتخليصهم من هذا النظام الباغي، وكذلك كان المطلوب و المتوقع من القيادات السياسية المنتمية لدارفور داخل السودان مثل السيد أحمد إبراهيم دريج أن يكونوا أول الداعمين لهذا التوجه مع العلم أن السيد دريج سبق الثوار في حمل السلاح في شرق السودان مع حزبه التحالف الفدرالي ممثلة في التجمع الوطني الديمقراطي، مع احترامنا لزعامته التاريخية لأهل دارفور وكأحد السياسيين المقتدرين من أبناء السودان ونحن نعتبره من رموز دارفور ورعيله الأول ومكانته محفوظة لكن وجب وقت الكلام لان السكوت لا يجدي نفعا بعد اليوم.

 

بعد ثورة أكتوبر عام 1964م أكرم أهل دارفور وتم تعيين السيد أحمد إبراهيم رئيسا لجبهة نهضة دارفور في جامعة الخرطوم وبالإجماع، وفيها تم بلورة وصقل شخصيته السياسية وبرز كشخصية سياسية في السودان ومن ثم ترشح مستقلا في دائرة قارسيلا وفاز وبعدها ترك جبهة نهضة دارفور وأعلن انضمامه لحزب الأمة وتم تعيينه وزيراً وكان ذلك عام 1967م ثم أصبح زعيماَ للمعارضة في الجمعية التأسيسية الثانية عام 1968م وبذلك دفن جبهة نهضة دارفور حياً وهي طفل يحبو مما أدى إلى تفرق أبناء دارفور وخاصة المثقفين الذين ناصروه وعينوه رئيسا لجبهة نهضة دارفور في جامعة الخرطوم، وجبهة نهضة دارفور ليست حزبا إنما كانت كيانا مستقلا تجمع أبناء دارفور كافة بمختلف انتماءاتهم السياسية والقبلية، وبذلك أجهض السيد دريج أول عمل جماعي لأبناء دارفور.

 

وكما اصبح السيد / دريج زعيما للمعارضة حتى صبيحة يوم 25مايو 1969م حيث أطاح نظام مايو المشئوم بحكومة الأحزاب فتم تسليم السلطة على طبق من ذهب لجعفر نميري ومعلوم أن زعيم المعارضة في النظام البرلماني يعتبر الرجل الثاني في الدولة (للجهازين التشريعي والتنفيذي) مع ذلك ترك السيد كل مسئولياته التاريخية والسياسية والأخلاقية وتنازل عن مبادئه وهرب إلى خارج السودان وانشغل بأعماله الخاصة مع أنه يعتبر شخصية عامة وعليه مسئوليات تاريخية تمنعه من مغادرة السودان حيث نظام مايو تحاصر الأنصار مع إمامهم في الجزيرة أبا وهو أي دريج من أعضاء حزب الأمة وزعيم معارضتها وأهل دارفور الذين ينظرون إليه كزعيم وشخصية عامة، ضرب كل ذلك بعرض الحائط  مفضلا الانشغال بأعماله الخاصة خارج الوطن وحينها شعر الأنصار وأهل دارفور بمرارة بالغة من هذا التصرف والموقف غير المسئول.

 

وفي عام 1977م بعد المصالحة المشهورة بين الصادق المهدي وجعفر النميري في البحر الأحمر قبالة سواحل بورتسودان وكان الصادق المهدي رئيس الجبهة الوطنية ونائبه الشريف الهندي حدث انفراج سياسي في السودان وتم إقرار الحكم الإقليمي في السودان وكان من الطبيعي أن يتم تعيين حكام الأقاليم من أبنائها إلا أنها لم يطبق هذا في دارفور وتم تعيين الطيب المرضي وهو ليس من أبناء دارفور، فقامت انتفاضة شعبية في دارفور مطالبة بتعيين حاكم من أبناء دارفور كما في بقية الأقاليم ولأول مرة تم فيها كسر لقرار جمهوري في ظل نظام مايو وفي ذلك الانتفاضة استشهد نفر عزيز من أبناء دارفور (سبعة أشخاص) وبذلك رضخ نميري وتم تعيين السيد أحمد إبراهيم دريج واليا لإقليم دارفور والتف حوله أهل دارفور وأيدوه بالإجماع، واستقبل في مطار الفاشر استقبال الإبطال، ولكن للأسف لم يراع دريج كل ذلك فبدلا أن يستغل تلك الإجماع الشعبي له في توحيد أبناء دارفور عمل بالعكس ففي فترة توليه ذلك المنصب تسبب في كثير من المشاكل القبيلة بسبب سوء تقديره للأمور وتصريحاته غير المسئولة في حق بعض القبائل، مع العلم أن في دارفور من المشاكل ما يشيب لها الرأس من تخلف وجهل ومشاكل صحية واجتماعية وغيرها كثير ، وفي أول احتكاك له مع نميري ترك كل شيء وخرج من السودان في خلال (24) ساعة !!!! رغم أنه حاكم لإقليم من أكبر أقاليم السودان من ناحية المساحة والسكان ونسي أن أبناء دارفور دفعوا أرواحهم رخيصا ليكون هو حاكما للإقليم كما دخل عدد كبير منهم سجون النظام ليكون هو الحاكم مع ذلك لم يقدر هذا الموقف وهذا التكريم فقضى على انتفاضة 6 ابريل وأذهب كل الجهود أدراج الرياح، كم تمنينا لو عاد وشرح كل شيء في ميدان الفاشر وتحدى نظام مايو! كم تمنينا لو اختلف مع نميري ودخل السجن أو تمرد على نظام مايو وحمل السلاح، كم وكم... لو اتخذ هذا الرجل أي موقف ضد نظام مايو حين ذاك لوهبنا أرواحنا فداء لذلك الموقف... ولكان الوضع غير ما هو عليه الآن ... لكنه خذلنا للمرة الثالثة ووضعنا نحن أبناء دارفور في موقف لا يحسد عليه، وبذلك استنفد كل فرصه في تولي أي وظيفة عامة على الأقل في دارفور ونعتقد أن الزمن تجاوزه وكذلك الأحداث أيضا.

وحتى بعد سقوط نظام مايو ساهم السيد / دريج كثيرا في إزكاء نار الفتنة في دارفور وهو يعلم ذلك وكثيرون غيره ولا نريد الخوض في هذا.

 

ثم جاء الطامة الكبرى.... نظام الإنقاذ وكان السيد / دريج معارضا للنظام منذ البداية وهذا الموقف يحسب له حتى وان كان الاختلاف ايدليوجيا ، لكن تم اتصالات بين السيد دريج وبعض رموز النظام في الخليج وأقنعوه بأن يعارض سلميا وعندما حاول المراوغة تم تهديده وترغيبه مع ذلك سُمح له بهامشٍ من المناورة ... ثم قُدمت له حوافظ ماليه كبيرة ( ملايين الدولارات بحجة إنها تعويضات لممتلكاته المصادرة) وأيضا هناك صفقات تمت وبموجبه تم تعيين بعض مواليه في مناصب متقدمة في الدولة لدينا الأسماء والمناصب نعلنها عند اللزوم.

ثم أعلن السيد / دريج تكوين التحالف الفدرالي في الخارج مع كل من السيد / رحال والبروفسور / محمد إبراهيم خليل والدكتور / شريف عبد الله حرير حيث خدع هؤلاء.

وعندما فكر الشهيد المهندس / داؤد بولاد الانشقاق عن الإنقاذ استشار السيد / دريج فأيد الفكرة ودعمه منذ مرحلة الفكرة إلى مراحل متقدمة، لكن السيد / دريج انسحب في مرحلة التنفيذ ثم أدان حركة بولاد أدانة مبطنة ترضية لنظام إنقاذ.

 

وفي عام 1995م ذهب السيد دريج إلى اسمرا وانضم إلى التجمع الوطني الديمقراطي وشارك في المؤتمر وشارك بعمل مسلح ضد نظام الإنقاذ انطلاقا من الأراضي الايرتيرية وشارك جيش التحالف الفدرالي في أعمال عسكرية في شرق السودان، لكن عندما انطلق الثورة المسلحة ضد النظام في دارفور وقدمت له الثوار في دارفور اقتراح الاندماج بين الجيشين وتوحيد القيادة الميدانية رفض الفكرة وقال انه لا يريد أن يختم حياته السياسية بعمل عسكري ( كأنه كان يلعب سيجة في شرق السودان). من لحظتها فكر السيد دريج إلى إجهاض ثورة دارفور المسلحة بكل الوسائل، ونحن نعلم أيضا أن هناك انقساما غير معلن داخل صفوف التحالف الفدرالي والسبب هو الموقف المؤيد لنائب رئيس التحالف الفدرالي الدكتور شريف عبد الله حرير والذي أعلنه في أكثر من مناسبة لثورة دارفور المسلحة وبدون أي تحفظ، بعد هذا الموقف من رئيس التحالف الفدرالي السيد دريج وقف كل أبناء دارفور خلف الثورة المسلحة والتي ظهرت باسم جبهة تحرير دارفور ثم تطورت فيما بعد إلى حركة / جيش تحرير السودان بقيادة المحامي الشاب / عبد الواحد محمد نور وأمنيها العام السيد / مني أركو مناوي وبقية العقد الفريد الذين رفعوا اسم وقضية دارفور من إطارها المحلي إلى الإقليمية والدولية وحتى يحاول حكومة الظلم والضلال حصره في إطار امني ضيق لكي لا يكون لأهل دارفور خصوصا والغرب عموما كيان سياسي جامع. ونحن هنا نؤكد للجميع بأن هذه الثورة سوف يحدث زلزالا في البنية السياسية السودانية ويغير كثيرا من المفاهيم.

كل بطل يبقى في مكانه، فيخرس الرجعية الجبانة الشعب سوف يغسل الإهانة.

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد للقيد أن ينكسر.

 

بعد توقيع السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديمقراطي ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي وعلى عثمان محمد طه ممثل نظام الإنقاذ في القنصلية السودانية بجدة اتفاقا إطاريا ( ما أشبه الليلة بالبارحة – اتفاق نميري والصادق المهدي عام 1977م- واتفاق الميرغني وعلى عثمان 2003م – على شواطئ البحر الأحمر – السمك لا يمكن أن تعيش خارج الماء وكذلك المهدي والميرغني لا يمكنهم العيش خارج قسمة السلطة) المهم في هذا أن السيد دريج سارع وأيد الاتفاق الإطاري الموقع بين الميرغني وطه حتى دون الرجوع إلى قواعده إذا بقي لديه قواعد، حسب علمنا انضمت كل المؤيدين للتحالف الفدرالي إلى حركة / جيش تحرير السودان وبخاصة المتواجدين داخل السودان.

 

ثم فجأة وبدون مقدمات ظهر السيد دريج (كرازاي دارفور) على شاشات التلفزة مجتمعا مع المحامي الفاشل علي عثمان محمد طه في نيفاشا وتصدر نشرات الأخبار وحسب التصريحات المنسوبة إليه أنه يؤيد الحل السلمي لمشكلة دارفور والسودان ، إذن ماذا كنتم تفعلون في اسمرا وفي شرق السودان؟؟؟؟ وهل تحقيق شيء مما كنتم تنادون به؟ ماذا حققت لكم الإنقاذ من المطالب؟ غير الملايين التي ذهبت إلى حساباتكم في البنوك! تعويضات للمهدي وتعويضات للميرغني وتعويضات لدريج وكلها بحجة أملاك مصادرة وكل ذلك من أموال الشعب السوداني المسكين!!! ومن هذا المنطلق نرى أن السياسة والتجارة لا يمكن أن يجتمعا، وأن السيد كرازاي دارفور (دريج) يجب أن ينأى بنفسه عن الحديث عن حركة / جيش تحرير السودان، ومن هذا المنطلق نخاطب اليوم كل أبناء دارفور أينما كانوا أن السيد كرازاي دارفور (دريج) والذي يتمتع بدعم أمريكي وألماني وبريطاني يريد أن يجهض الثورة في دارفور نيابة عن نظام الإنقاذ وهذه المعلومات مؤكدة تماما كما فعل مع الشهيد بولاد، لكن يجب أن يفهم السيد كرازاي دارفور والمحامي الفاشل علي عثمان طه وكل من لف لفهم أن حركة / جيش تحرير السودان هو دارفور ودارفور هو حركة / جيش تحرير السودان، ونؤكد للعالم أجمع بما فيها أمريكيا وألمانيا وبريطانيا( الذين يدعمون كرازاي دارفور) دعمنا اللامحدود لهذه الحركة ولا حياد ولا فكاك عنها حتى يتحقق كل المطالب المرفوعة وبرعاية دولية ثم نختار من يتولى أمرنا بانتخاب حر مباشر وإلا أرواحنا فداء، وأن كرازاي دارفور لا يمثل الا التحالف الفدرالي الذي خان مبادئه من قبل وعليه نحذر السيد كرازاي دارفور بان محاولته إجهاض الثورة في دارفور سيكلفه الكثير والكثير جدا ونعلم جيدا طريقة تفكير الإنقاذيين في محاولة إجهاض الثورة في دارفور وعلى كرازاي دارفور أن يبتعد عن أي مساومة أو مؤامرة، والأمثلة في هذا المجال كثيرة ( انشقاق الهندي من الاتحادي الديمقراطي، مبارك الفاضل من حزب الأمة ، اللواء الهادي بشري من حزب الأمة، ريك مشار ولام أكول وكاربينو من الحركة الشعبية ثم عودتهم بعد أن أدركوا حجم الخطأ والضرر الذي سببوه للحركة) وهنا نقول للسيد / دريج (كرازاي دارفور) يكفي ما فعلت بنا في دارفور ومكانتك التاريخية محفوظة أما الآن فلا مكان لك في العمل العام لقد انتهى دورك ونقول لك شكرا قد تجاوزك الزمن ونحن في دارفور اليوم طريقة تفكيرنا أصبحت متقدما بكثير من طريقة تفكير الإنقاذ ، ودارفور واعية وصاحية وتستطيع أن تقف أمام كل المؤامرات والدسائس التي تطبخ خلف الكواليس ونحن على استعداد تام للتصدي لمثل هذه المؤامرات والدسائس وسياسات فرق تسد وشق الصفوف وبالأسلوب التي نراها مناسبة دون تحديد للزمان أو المكان ونقول أيادينا طويلة و كذلك آذاننا... ونسأل الله أن ينصر ثوارنا في دارفور... وما التوفيق إلا من عند الله.

 

والسلام عليكم ورحمة الله بركاته

 

 

مجلس شورى أبناء دارفور

     25/1/2004م

وأي الناس تصفو مشاربه

أن يتصور الإنسان أن الحياة كلها أحزان فهو رومانسي حتى الثمالة .... والذي يعتقد أنها السعادة هو أيضا  يعيش واهماً .... ويعتقد خطأً .

الحياة غير ذلك .... فهي ليست حزنا ، كما أنها ليست سعادة ... لأن السعادة والحزن مشاعر إنسانية تعطي للحياة  ألوانا معتمة أو مضيئة تحكمها حالة الإنسان النفسية .

الحياة حركة ديناميكية تسير بالعمل ، وتنشط بالسعي ... فهناك من يفشل بسبب الخسارة .. أو ينهزم ... أو يفقد عزيزا لديه ... أو يصاب بنوع من الخسارة ... فيرى الحياة قاتمة ... يفترشها الشوك .... ويلتحفها الغبار والقتام !!!

وآخر تحفل أيامه بالمكاسب والانتصارات ، ويزداد عدد أصدقائه ومحبيه فيرى الحياة حقولا من السعادة ... وانهارا من الفرح .... وبساتين من الزهور !!

والحياة في واقعها لا تدوم على حال فقد تنعكس الظروف فيشعر السعيد بالشقاء والحزن والاكتئاب ... في الوقت الذي تزدهر أحوال الآخر ، وبالتالي تصبح الحياة في عينيه وارفه الظلال تتلألأ بالضياء ... وتفترش الزهور طريقه

يروى أن أعرابيا لم يرزق في حياته إلا بولد وحيد وهب كل ما يقدر عليه .. وأغدق عليه من الرعاية والاهتمام صورا متنوعة ...وحاول أن يبعده عن مشاق الحياة ومتاعبها فكان يذهب إلى العمل في الحقل وحيدا رغم كبر سنه تاركا ولده الوحيد مع أمه في الخيمة حيث يلقى منها كل ما يمكن إن يحلم به الأطفال آخرون .. وكان يقضي وقته بين اللعب مع أترابه ثم العودة إلى امه في الخيمة ليجد أمامه الحب والحنان الكبيرين

في احد الأيام عاد الأب – وكان حكيما – من حقله ليجد زوجته تنوح وتندب فعرف إن وحيدها قد مات نتيجة تعرضه للحمى منذ يومين وكادت الأم إن تجن وشعر الأب انه فقد كل شيء الا إيمانه بالله تحامل على نفسه وكتم حزنه وقابل الحدث الكبير بصلابة الرجال وصبر المؤمنين

واخذ يفكر في طريقة يخفف بها الصدمة التي افقدت الام صوابها فاهتدى إلى فكرة راي فيها مخرجا لمصيبة الام  الثكلى المنكوبة

هدأ من روعها واقنعها أن ابنهما الوحيد لم يمت وانه سيعود اليهما حين يكون القمر في منتصف السماء وما عليها  الا إن تعد له وجبته التي يحبها من الطعام ، فاستراحت نفس الام قليلا لثقتها إن زوجها رجل حكيم وصالح يعرف ما لا تعرف ، فاسرعت لاعداد الوجبة ، الا إن زوجها اشترط عليها إن يكون الاناء الذي ستعد لابنهما فيه الوجبة يجب إن يكون اناءً خاصا لم يسبق إن طبخ فيه ماتم أو حزن  

وافهمها إن كل الانية التي عندها لا تصلح أن تطبخ فيها لانهما الان في ماتم وان الحزن يسكن خيمتهما ، وطلب منها إن تذهب إلى احدى الخيام الاخرى المجاورة لاستعارة اناء يتوفر فيه هذا الشرط

فرحت الام المسكينة وذهبت إلى الخيمة المجاورة ... وثانية .. وثالثة حتى اتت على كل الخيام ، لكنها لم تجد لدى اهل هذه الخيام إناء لم يطبخ فيه لمأتم أو حزن ... فذهبت إلى المضارب المجاورة فلم هذا الإناء المطلوب .. ثم ذهبت إلى غيره من المضارب ، لكنها لم تستطيع إن توفق في الحصول على هذا الاناء

وعادت إلى خيمتها بخفي حنين بعد إن انهكها التعب واضناها البحث ، سالها زوجها عن الاناء فكان ردها انها لم تجد خيمة من الخيام ولا مضربا من المضارب لم يدخله حزن ولم تجد اناء لم يطبخ فيه لماتم

عندها قال لها الزوج والاب الحكيم هذه هي الحياة وهذه هي حال الدنيا فلا توجد اسرة لم تفقد عزيزا لديها ، ولا يوجد شخص خال من الحزن أو لم يفجع بغال في حياته

فادركت الام حكمة زوجها ، وسلمت أمرها لله .. وحبست حزنها داخل صدرها الكبير .. وبمرور الايام عادت إلى حياتها الطبيعية

هذه هي الحياة ليست شقاء دائما كما انها ليست سعادة أبدية انها من هذا المزيج شقاء وسعادة .. فرحا وحزنا .. كسبا وخسارة .. فشلا وانتصارا .. وسقوطا وارتفاعا ... وفقرا وغنى !!! وغير العاقل هو من يغتر بها إذا أقبلت عليه ، أو يحزن عليها إذا ادبرت عن .. وأي الناس تصفو مشاربه.....

التعايش السلمي والمسؤولية الإجتماعية

بقلم : بشير يحيى بوش
a_boush@yahoo.com
ثمة دوافع ومتطلبات عديدة على مر الازمان ساهمت في بلورة الحاجة إلى مفاهيم وقيم وثقافات ساهمت في زيادة وتيرة التفاهم بين الشعوب والامم وأدى إلى تأسيس علاقة سلمية بدلاً من خيارات القطيعة والصدام والحروب ، فكلما إتسعت الهوة بين الشعوب والأمم إزدات الحوجة إلى اطر ومبادرات تحول دون أن تتحول هذه المسافة إلى سبب الصراع والصدام لهذا نجد إنه على مستوى التجارب الانسانية من تعصب ديني وعرقي وقومي تبلورت أفكار التسامح والتعايش السلمي ، ومن أهوال الحروب نسجت أفكار وتبلورت هذه الافكار ونضجت أدى إلى مفاهيم التعايش السلمي وقبول الاخر كجزء لا يتجزأ من الذات والوجود.
وهنا يبرز التحدي الحقيقي الذي يواجه الانسانية وهنا أخص ما يحدث في دارفور مثالاً هو: كيف نجعل من هذه المفاهيم والقيم التي تجسر العلاقة بين مختلف مكونات أقليم دارفور على وجه الخصوص والسودان على العموم وبين كل شعوبها واممها ، وتضبط حالات التنوع الثر والاختلاف قيما حاكماً وسائدة وليس على مستوى النخب والأطر والمصالح الضيقة ، انما يشكل تياراً مجتمعياً قوياً تتجاوز الخلافات وكل محاولات التزييف والحصار مما يجعل الأمر لا يبدو على أنه خلاف قبلي ويبدو أن نظام العلاقات السائد والجهود المبذولة لعلاج الكثير من المشاكل العالقة والمزمنة في الاطار العام كانت تصب كلها في مصلحة الانظمة التي حمكت السودان بعد الاستعمار بدون إستثناء ، وآخرها نظام الانقاذ التي مارست عملية الكيل بمكيالين تجاه الهامش وخير دليل على ذلك تلك الورقة التي قدمها الوزير السابق عبدالرحيم حمدي في المؤتمر الاقتصادي لنظام الانقاذ بعنوان (مستقبل الاستثمار في الفترة الانتقالية) والذي جانبه الصواب تماما ، ربما نفرد لتلك الورقة مقالة أخرى ، وأن الانظمة التي حكمت السودان منذ الاستقلال وحتى لم تتعاطى مع هذه القيم على أسس سليمة أنما كانت تتعامل معها على حسب مصلحتها الضيقة وهي البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة فقط وأن تصدر نوابها إلى تلك المناطق المهشمة لتضمن اكبر عدد من نواب الاشارة ، وأن القيم والمفاهيم الانسانية والاخلاقية هي من المساحات الهامة المشتركة بين الانسانية بل هي من صلب الاجتماع الانساني .... بمعنى أن غياب هذه القيم والاخلاقيات على مستوى الواقع يجعل الوجود البشري إلى غابة مليئة بالوحوش والتجاوزات بكل صورها واشكالها ، وأن الكثير من المشاكل والأزمان التي مر بها السودان وبخاصة مناطق الهامش هي بسبب غياب تلك القيم والعدالة الاجتماعية والتنموية ، لان الأقوال غير الافعال وهذه هي ديدن الانظمة التي مر على السودان منذ الاستقلال وحتى اليوم، وبفعل هذا الفصام والازدواجية لم نتمكن نحن كسودانيين من الانعتاق من أسر التخلف والجهل والانحطاط ولم نتمكن من تجاوز المحن الكبرى والصغرى التي تواجهنا ، لان التقدم والقدرة على تجاوز المحن بحاجة إلى طاقة تدمج بين النظر والعمل وتجعل الايمان معطى عمليا، وعلى هذا فان المجتمع بكل شرائحه وفئاته وبالاخص المثقفين يتحملون مسؤولية كبرى تجاه توطيد حقائق التسامح في المحيط الاجتماعي ، وذلك لأن سيادة القيم المتناقضة للتسامح تهدد إستقرار المجتمع ووحدته وكل مكاسبه التأريخية الراهنة ، لذلك فان توطيد حقائق التسامح في المحيط الاجتماعي هو حقيقته دفاع عن راهن المجتمع ومستقبله من هنا فان هذه مسؤولية ، مسؤولية عامة وتستوعب جميع الشرائح والفئات حيث تسعى كل شريحة من موقعها وعلاقتها أن تجذر مستوى التفاهم والتعارف بين ابناء المجتمع الواحد وتؤسس لحقائق التسامح كوسيلة مجتمعية وحضارية في ادارة الفوارق والتمايزات المتوفرة في المجتمع الواحد وتحولها إلى إثراء ، فإن الاختلاف سنة الحياة وهي من الامور الطبيعية في كل المجتمعات عبر التاريخ وحقيقة انسانية لا يمكن نكرانها ، وهنا مربط الفرس حيث أن الوحدة لا تعني غياب الاختلاف وهنا نرتكب خطيئة كبرى عندما نساوي بين الوحدة والتوحيد القسري بين البشر ، وأن المطلوب الان هو إعادة النظر في مفاهيم الوحدة والاختلاف حيث الوصول إلى حقيقة الوحدة في المجتمع ، تتطلب احترام الاختلافات وإدارتها بعقلية حضارية ومنفتحة حتى تتراكم عن طريق هذه الادارة الحضارية حقائق الوحدة القائمة على احترام كل الخصوصيات الثقافية والاجتماعية ، فالوحدة لا تبنى على انقاض الخصوصيات انما احترام هذه الخصوصيات وادارتها وفق نسق حضاري تعددي الذي يوصلنا إلى الالفة والوحدة الطوعية.
وإن التحليل العميق لمسار الوحدة في المجتمعات الانسانية يوصلنا إلى قناعة أساسية وهي: أن التسامح والقبول الاجتماعي بتعدد الآراء والافكار والثقافات هي التي تقود إلى تراكم الالفة والاتحاد ، وتجاوز الاحن والاحقاد في المجتمعات ، والتسامح تجاه القناعات والافكار والآراء لا يقود إلى الفوضى والتشتت ، وإنما الذي يقود إلى هذا الفوضى والتشتت هو التعامل مع مطالب الوحدوية بعيداً عن الحقائق والتاريخ والمجتمع ، عليه فإن السعى إلى الوحدة يقتضي ارساء معالم التسامح والقبول بالاخر وجوداً ورأياً . ذلك لان هذه المعالم هي التي تزيد من فرص التضامن الداخلي وتعلي من شأن الانسجام والإئتلاف ، كما أن نفي الخصوصيات لا يقود إلى الوحدة ، وفي إطار العمل على بلورة المسؤولية الاجتماعية تجاه قيم التسامح والتضامن ونبذ الكراهية ، نؤكد على النقاط التالية:
1- التسامح كحقيقة إجتماعية لا يمكن أن تتجسد بدون تطوير الثقافة المجتمعية (التنمية البشرية ) التي تحتضن كل السودان وبالتالي فإن المسؤولية الاجتماعية أولى والعمل على تطوير ثقافة الحرية والتواصل وحقوق الانسان ونبذ العنف وإقصاء الآخر والمفاصلة الشعورية بين أبناء المجتمع الواحد ، ولكي نصل إلى مستوى من الرقى لابد من أن نعلى من شأن الثقافة والمعرفة القادرة على إستيعاب الجميع بتنوعاتهم وإخلافهم الاجتماعي والفكري ، وهذا يتطلب ممارسة قطيعة معرفية اجتماعية مع كل ثقافة تشرع لممارسة العنف والتعصب أو تبرير لمعتنقها ممارسة النبذ والاقصاء مع الآخرين ، والتسامح لا يتجذر إلا في مجتمع أو بيئة تقبل التعدد والاختلاف وتمارس الانفتاح الفكري والمعرفي ، وتطلق سراح الرأي والرأي الاخر للتعبير والنقد والتعامل على أساس العدل والمساواة مع انسجام القيم الحضارية.
2- بناء وتعزيز أطر ومؤسسات التفاهم بين مختلف شرائح المجتمع ، ذلك لان كثير من الاختلاف والعداوة والخصومة ليست وليدة اليوم ... الدولة المهدية وما لها وما عليها والشماليين وتعاونهم مع المستعمر والممارسات السياسية الاقصائية التي مارستها الحكومات المتعاقبة من الاستقلال إلى اليوم ونظرة الشمال والجنوب والشمال والغرب (وعبارات مثل ... أولاد بلد ... أولاد بحر ... غرَابة .... جنوبيين ... الخ ) وكلها إرث تاريخي قديم لا يمكن تجاهلها أو القفز فوقها ، لاننا نريد أن نبني الاساس السليم لهذا البلد ، ونحن هنا لا نلغي جدلية الصراع الاجتماعي إنما نلغي فقط أداة خطيرة من أدواته ألا وهي العنصرية والجهوية ، ومن ثم يمكننا القول بأن إشاعة أجواء السلم والتسامح والقبول بالآخر وجوداً وراياً هي السلاح الفعال للقضاء على ظاهرة العنف البشري، كما وإنه يوفر لنا جميعا الاسباب الموضوعية للدنو والقرب من الحقيقة ويجعلنا نتعلم من بعضنا البعض اذا صلحت النوايا على مختلف المستويات، وفي هذا الاطار لا بد من الادراك أن من المهم أن نلتزم بقاعدة الفهم قبل التفاهم ....... بمعني أن يسعى كل طرف إلى أن يفهم وجهة نظر الآخر كما هي وبدون زيادة أو نقصان .... وبدون الدخول في متاهات التشوية وحرب الشائعات والأوراق الصفراء . أن نلتزم بهذه القاعدة الذهبية وهي التي تجعل المجتمع يبدع اسس واطر للتفاهم بشكل مستديم وبذلك تتراكم الخبرة الحضارية للمجتمع وتزداد أسس وقواعد التسامح في المحيط الاجتماعي.
فالمسؤولية الاجتماعية تتجسد في توطيد أركان ثقافة الحوار والتواصل والتسامح والسلم ، والقيام ببناء الاطر والمؤسسات التي تعنى بشؤون التفاهم بين مختلف الفئات والشرائح في المجتمع دون حصرها في النُخب والمثقفين.
خلاصة الامر : إننا بحاجة إلى مجتمع جديد يتجاوز في علاقاته وأنظمته الداخلية تلك القواعد التي ساهمت بشكل أو بآخر في تفاقم الازمات وإزدياد المآزق ، ووصلنا جميعا إلى طريق مسدود ... وحدة المجتمع الجديد الذي يتمكن من تجاوز المحن الراهنة وبناء المستقبل على اسس حضارية إنسانية.

بشير يحـيى بوش
a_boush@yahoo.com
الرياض 15/10/2005م

عندما أغلق المفاوضون الموبايلات ... وتوارو خجلا

مدخل: الإدارة والمسئولية الجماعية

من شروط العمل الجماعي أن لا يشعر احد أعضاء الفريق أنه فوق الجميع .... وأنه متميز عن الآخرين بأي شيء.
صحيح أن أي فريق يحتاج إلى قائد ، لكن القيادة لا تعني أن يكون للقائد معاييره الخاصة وأن يوجه الفريق نحو القرارات التي يميل إليها بطريقة غير ديمقراطية ... العمل الجماعي يحقق التكامل بين أفكار أعضاء الفريق وجهودهم مع إعطاء فرصة المشاركة للجميع بطريقة عادلة ... العمل الجماعي معناه الاستفادة من قدرات جميع الأعضاء وجهودهم بمعايير موضوعية لا تتأثر بالعوامل الشخصية ..... في حالة النجاح يحق لأعضاء فريق العمل الافتخار بذلك وفي حالة الفشل لا قدر الله ، في الغالب سوف توجه تهمة التقصير أو أسباب الفشل إلى رئيس الفريق .... وهذا أمر طبيعي وهذا يعني عظم المسؤولية التي يقوم بها رئيس الفريق ... ولكن هذه المسؤولية يفترض أن تعطيه الطاقة التي تساعده على التعامل مع البشر بحيث يحترم عقولهم وقلوبهم لأنه دون ذلك لن يستطيع أن يصل إلى الأهداف المنشودة ... إن رئيس الفريق لا يمكن أن ينجح إذا لم يوفر بيئة عمل يسودها التعاون والبعد عن النزعات والتنافس غير البناء ... أما إذا كان رئيس الفريق نفسه هو الذي يساعد على إيجاد بيئة تصادمية وهو نفسه الذي يعامل الآخرين معاملة غير إنسانية تتسم بالشك وعدم الثقة وعدم التقدير ، إذا كان ذلك كذلك فكيف يمكن للإنسان إن يكون منتجا ... كأن يريد رئيس الفريق أن يُنسب إليه كل النجاحات والفشل إلى غيره ...

تلك كان مدخلاً لكيفية إدارة الازمة جماعيا وفق منهج المؤسسية ... (وهنا اقصد مؤسسية مؤتمر حسكنيته المفترى عليه)... لكن ماذا جرى في أبوجا مايو 2006م ، تفاجأ به كل عضوية حركة تحرير السودان خاصة والسودان عموما بخبر مفاده أن حركة تحرير السودان قبل بمسودة الاتحاد الافريقي ! وفي النشرة التالية خرج علينا رئيس الحركة بتصريح يقول فيه إنهم يوافقون على المسودة لكنهم لم يوقعوا عليها قبل موافقة الحركات الاخرى ؟! رغم إنني من المتابعين لتلك المفاوضات بشكل يومي إن لم يكن بالساعة تعجبت من هذا التصريح الغريب ! ومن رئيس الحركة بحجم حركة تحرير السودان .
ومنذ تلك اللحظة ولمدة ثلاثة أيام متتالية كانت التلفونات لا تكف عن الرنين ولو لحظة واحدة ، والكل كان يستفسر عن بنود الاتفاق وفي تلك اللحظات القاسية عرفت ان شيئا ما قد حدث وتمنيت أن يكون بردا وسلاما على دارفور خاصة والسودان عامة، وحينها ايضا عرفت أن عضوية حركة تحرير السودان منتشرة على جميع قارات العالم وحينها فقط عرفت كم أن السودانيين يحبون بلدهم عامة وابناء دارفور خاصة ، وفي اليوم الثالث تحصلت على نسخة من ( سلام دارفور) من الاتحاد الافريقي ، وهنا اسجل صوت شكر للاخ / نورالدين المازني ، وكانت الكارثة ... وتضرعنا الى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ دارفور من زلات أبناءه حيث اتضح أن الوريقة المسماة ( سلام دارفور) لا يساوي ثمن الحبر التي كتبت به ، ولا يلبي الحد الأدنى من المطالب الاساسية المتفق عليه وبالمقارنة مع تضحيات أهل دارفور ، وهنا من قال أن الاتفاق وقع تحت التهديد وخير مثال على ذلك خطاب الاستاذ ابراهيم احمد ابراهيم (المستشار السياسي لرئيس الحركة) لسيد كوفي عنان ، لكن برأي ما كان سجون لاهاي تهديد لانه افضل وانظف من القصر الجمهوري ، لكن عجبي من هذا التهافت ، وعلى ماذا لا أدري؟!.
وبرأي ايضا أذا كان هذا هو طموح الموقعين على هذه المهزلة ، لماذا كانت الحرب من الأساس ولماذا تدمير إنسان دارفور ؟ ومن ثم القبول بفتات الموائد ! أليس كان من الافضل التسول على موائد المؤتمر الوطني منذ البداية.

لعمري ما ضاق بلاد بأهلها *** لكن أحلام الرجال تضيق

ما دعاني الى كتابة هذا المقال وانشاء الله تتبعها مقالات اخرى ، هو ما سطره اقلام الاخوة الذين كانوا يفاوضون في أبوجا وخصوصا المهندس / عبدالجبار دوسة والمحامي / عبدالعزيز سام ... وفيه قدر كبير من الامانة عندما وصفوا (سلام دارفور) بانها لا تحقق مطالب أهل دارفور وفي رأي لا أحد اعلم منهم بباطن تلك الوريقات المسماة (سلام دارفور) لان الاخ عبدالجبار كان يقود وفد الحركة (كبير المفاوضيين ) والاخ عبدالعزيز ( المستشار القانوني للحركة وبالطبع الوفد المفاوض) وهؤلاء بحكم مناصبهم كانوا مطلعين على كل كبيرة وصغيرة ، وربما هناك تفاصيل حتى رئيس الحركة لم يكن على اطلاع بها ، لكن مأخذي على الاخوين دوسة وسام وبقية الاخوة المفاوضين عندما علموا أن الاتفاق قد وقع دون علمهم أو حتى مشاورتهم أغلقوا تلفوناتهم وتواروا خجلا ... لماذا لا ندري! وعندما تحدثنا إليهم قالوا أسالوا الرئيس؟! هل يعني ذلك أن الرئيس إتخذ قرار التوقيع لوحده؟! إذا كان كذلك ، ماذا كان يفعل كل ذلك الجيش الجرار من المفاوضيين في فنادق أبوجا ؟ وهل هم فعلا لا يعلمون تفاصيل الاتفاقية ام انهم يتوارون خجلا من تنوير العضوية بمحتويات الوريقة الموقعة المسماة (سلام دارفور) المهزلة.
يقولون أن زوليك كان يلبس قناع كاوبوي (Cowboy) داخل الغرف المغلقة ! هل تهديد الكاو بوي يكفي لإصلاح من دمرته الحرب اللعينة في دارفور؟ وهل هذه الوريقة الهزيلة يحقق طموحات أهل دارفور؟ وهل كان الوفد المفاوض لديه استراتيجية واضحة المعالم للوصول الى الاهداف المبتغاة من المفاوضات؟ وهل كانت الملفات مرتبة؟.
اذا كان كل شيء على ما يرام حسب إفادات كبير المفاوضين ، لماذا ضرب السيد الرئيس كل ذلك عرض الحائط! ، ونسف كل ما تحقق في جميع جولات المفاوضات وتنازل عنها ووقع على وريقة بيضاء؟ اسئلة تحتاج الى إجابة واضحة وصريحة ما دام الاخوين عبدالجبار وسام فتحوا باب الحديث عن المفاوضات والاتفاقيات.
لان الصمت لا يحل الاشكال الحاصل وكل يوم الامور تتدهور الى الاسوأ وانتم أعلم مني بذلك!.

إضاءة:
حياة كل واحد منا جملة من نجاحات واخفاقات .... واجمل شيء أن يترك الواحد منا الحديث عن نفسه ، ويدع الآخرين يتحدثون عن انجازاته ونجاحاته .. حسنا ... وعن ماذا هو الحديث إذا ... عن الاخفاقات ؟ ربما ! الفشل ليس عيبا ، فهو وقود الانتصارات ...
ف= فرصة تمنحنا اياها الحياة لتسجيل الاعترافات
ش= شهادة
ل= ليس عيبا أن تفشل ... لكن العيب أن تزعم أنك لم تفشل في حياتك!
وايضا ...
الحياة جملة من الاحداث والمواقف ... ومع كل حدث هناك وجهة نظر ... وملامح شخصية تحددها وجهات النظر ... واذا كان تضاد وجهات النظر نقمة ، فان تنوعها نعمة يجب أن نحسن تناولها وإدارتها ... ويقال : إن اختلاف وجهات النظر طبيعه انسانية ينبغي ألا تفسد للود قضية .. قديمة لكننا نرددها دون أن نطبقها على أنفسنا... أرى اننا في بداية الطريق ... كما أرى الود كاد أن يفسد؟!

أحيانا المشاعر الجياشة لا تحتاج إلا إلى عبارات قصيرة ، كما أن بعض الأفكار الخلاقة تحتاج إلى كلمات قليلة للتعبير عنها ... هذه هي لغة السر وفي سر اللغة ... كيف هذا ... لا اعلم ... قليل من الفلسفة.
(ثرثرة) تذكرت اخ عزيز يحب الثرثرة بالتلفون! ... أو لنقل (براي) ولا يقصد بها دوما كثرة الكلام ، بل قد تعني الكلام التي تلقى على عواهنه .. بكل بساطة ... هكذا (ثرثرة) كما يفعله كثيرون من مراهقي الانترنت ... كلام تلقى على عواهنه ... فخذوه انتم أيضا على عواهنه ... بكل رحابة صدر ...

***ونواصل بسلسلة من مقالات باذن الله

بشير يحيى بوش
الرياض
12/8/2006م

كلمة حركة/جيش تحرير السودان

جمهورية السودان هي كبرى الدول الأفريقية مساحة، إذ تبلغ حوالي مليوني كيلومتر مربع، وتنفرد السودان بتنوع ملحوظ، فهي تتباين من مناطق صحراوية وقاحلة في أقصى الشمال إلى شجيرات وأراضي عشبية في الوسط إلى مراعي استوائية تنتهي بغابات في أقصى الجنوب.

هذا التنوع البيئي خلق أنماطا حرفية واقتصادية واجتماعية متنوعة، لذا يمكن أن ترى في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية في الشمال أصحاب الإبل والماشية يعيشون حياة بدوية في حين أن سكان الأراضي العشبية في الوسط يمتهن معظمهم الزراعة على نطاق واسع وغالبا ما يعيش هؤلاء حياة المقيمين وفي الجنوب نجد رعاة الماشية النيلية، أما سكان المناطق الاستوائية فإنهم يمتهنون الزراعة التحويلية.

ومن هذا المنظور يمكن وضع الصراع في السودان داخل الأطر التحليلية النظرية لمركزها ومحيطها الخارجي والأقليات العرقية وواجبات بناء الدولة، وبجمع هذه المصطلحات فإن التوترات تكون محتومة في أي علاقة بين المركز والمحيط الخارجي الذي تمليه الضرورة الأساسية المركزية لاختراق ودمج المحيط الخارجي أثناء مزج رموزها وهياكلها الثقافية، هذا المزج الهيكلي يتضمن الأحزاب السياسية والمؤسسات والمؤسسة العسكرية، في حين أن المزج الثقافي يتعلق باللغة والدين والثقافة، بالنسبة للسودان، كمعظم الدول الأفريقية بعد الفترة الاستعمارية، فإن عملية المزج هذه تشمل كلا من الهياكل المركزية الثقافية للمنطقة المركزية، أما الاختراق فإنه يدل ضمنا على الوجود الفعلي لحكومة قومية أو وسطائها في الأماكن التي لم تتواجد فيها تلك الحكومة من قبل، وبالتبادل، فإن الاختراق يستلزم قيام الحكومة المركزية أن يكون للسلطة الإقليمية أو المحلية دور ثانوي في الميدان.

من شأن التوصيف الواضح والملائم لمناطق الصراع المساعدة ليس فقط في تحديد آليات الحل الملائمة، بل أيضا تسهيل مهمة اكتشاف الأسباب الحقيقية للب الصراع، ويمكن تفسير المرحلة الحالية للحرب في دارفور على هذا النطاق كمحصلة لرفض ترتيبات إدارة دولة السودان بعد خروج الاستعمار.

بعد استقلال السودان عام 1956م برزت عدة مستويات من التناقض بين النخبة الحاكمة على مستوى الحكومة المركزية والمحيط الخارجي وذلك فيما يتعلق بالأسباب الأساسية والثانوية، فبينما كانت نشوء معظم العوامل الأساسية متأصلا في التراث الاستعماري، كانت العوامل الثانوية في المقابل متأصلة في السياسات الخاطئة والمضللة التي استبطنتها وطبقتها النخبة السياسية، فقد كانت الأسباب الثانوية انعكاسا لوجهة نظر الرسمية في الخرطوم، فيما يتعلق بالمحيط الخارجي، أما ظهور وإعادة تنشيط الانقسامات والتناقضات العرقية أو الإقليمية المتأصلة في مجتمعات المحيط الخارجي للمركز تفسر كثير من هذا السلوك، وكفرضية مركزية فإنه بمجرد اشتعال التناقضات، سواء كانت منفصلة أو مجموعة، فان النخب السلطوية في المركز تستغل هذه التناقضات والانقسامات لصالحها ولم تبحث في يوم من الأيام عن حل لمثل هذه التناقضات وأحيانا يتم تأجيلها لحين الحاجة كما في الجنوب وغرب السودان حاليا ، ومن الجدير بالذكر هنا أن العوامل الثانوية نفسها غالبا ما كانت ذاتية الدعم والتبادل.

وللمزيد من الإيضاح يمكن تلخيص الأسباب السياسية أو الضمنية للصراع في السودان إلى أربعة معالم متداخلة:
1- التراث الإداري للاستعمار.
2- المتنافرات الثقافية بين المركز والمحيط الخارجي: تتمثل في الثقافة العربية المفروضة من المركز مقابل الثقافات الأفريقية (التوجه الحضاري).
3- التصنيف الاجتماعي ( عبيد وأحرار)
4- الاختلال الاقتصادي والاجتماعي والإقليمي.

تلك كانت فيما يخص السودان عامة، وكما تشير إليه اسم الندوة فنحن هنا بخصوص جزء عزيز علينا من هذا البلد القارة، ألا وهو دارفور.

يقع إقليم دارفور في الجزء الغربي من السودان وتحديدا أقصى غرب السودان وتحيطها حدود لأربعة دول وهي مصر، ليبيا، تشاد وأفريقيا الوسطي، أما من الداخل فهناك ثلاثة حدود إقليمية فهي الشمالية، كردفان وبحر الغزال ويقطنها أكثر من (60) قبيلة من افريقية وعربية ويعتمدون على الزراعة والرعي في حياتهم، وأن التعايش السلمي بين جميع قبائل دارفور لهو دليل على إنسان دارفور بطبعه مسالم ويحب العيش بسلام، حيث تعايش جميع القبائل أكثر من خمسمائة سنة في ظل سلطنة الفور حتى ضمه إلى السودان الحالي عام 1917م.

لفهم ما يجري في دارفور اليوم لابد من لمحة تاريخية حول العلاقة بين المركز ودارفور بصورة خاصة، وأن الذي يحدث في دارفور اليوم هو انعكاس لترسبات تاريخية وثقافية حول هذه العلاقة وشكلت إلى حد كبير إطارا معقدا من التفاهم ما بين دارفور والمركز سواء من خلال العهود الاستعمارية المختلفة أو فترات الحكم الوطني المركزي ، وأن عدم المحاولة لخلق أرضية مشتركة من التفاهم طوال هذه الفترة الزمنية زادت الأمور تعقيدا، بل أدى ذلك إلى خلق عوازل سيكولوجية ظلت وباستمرار تحول دون بناء جسور التقارب بين الغرب عموما والمركز، وتطورت لاحقا هذه الإشكاليات إلى علاقات لعب التاريخ دورا مباشرا في قولبتها وأكملت سلطة المركز المتمثل في المستعمر والوطني على حد سواء في ترسيخها بشكل سياسات معتمدة وثابتة ولم تساعد مطلقا في البناء الوطني ، وهذه الترسبات التاريخية تراكمت في قاع التاريخ وتسربت إلى قيعان ذاكرة بعض الجماعات في المركز وطفحت في شكل ثقافات وان كانت محلية وهذه الجماعات سيطرت على السلطة بعد خروج المستعمر، وقامت هذه الجماعات بانتهاج سياسات نحو دارفور بصورة تحمل قدرا معتبرا من سمات الانتقام كرد فعل لإرث التاريخ وهنا لا نبحث عن الفتنة قدر بحثنا عن الحقيقة التي يتجنبها الكل ، ولهذه العلاقة المتوترة بين السلطة المركزية ودارفور كانت هناك دوما الشكوك المتبادلة منذ فجر العلاقة ، لذلك عندما حاول أهل دارفور الاندماج مع مجتمع المركز والشمال ألنيلي عموما ، بدءا من الدولة المهدية نتج عن ذلك رفضا لهم وتطورت إلى صراعات أخذت طابع العنف في اغلب الأحايين ، وأن سياسات المركز اليوم تجاه دارفور تمتد جذورها إلى تلك الحقب التاريخية ، وأن مثل هذه الصراعات تحدث في ظل مجتمعات حديثة التكوين.

بعد خروج المستعمر انتهج مدراء مديرية دارفور الوطنيين نفس نهج المستعمر في تشديد القبضة الأمنية بصرامة والنظر بمنظار الشك والريبة إلى أبناء دارفور مع العمل على عدم إنشاء أي بنية تحية أو مشاريع تنموية ذات جدوى اقتصادية، لذلك كان جل الضرائب والعشور ترسل إلى المركز كما يفعله المستعمر، وكان أغلب المدراء من غير أبناء الإقليم ( من 1956-1981م) ، ليس من تفسير لتلك السياسات غير أن السلطة الوطنية تفكر بنفس منطق المستعمر حيث يرى أن أبناء دارفور عبارة زمرة من المتمردين ويريدون استعادة سلطنتهم المفقودة ، وأن أمر التهميش أصبح سياسة معتمدة على المستوى القومي وكانت الحجة إنه لا يوجد كوادر مؤهلة في دارفور لإدارة الإقليم ، إلى أن تم تعين السيد / أحمد إبراهيم دريج وزيرا في عام 1967م ، وازيدكم من الشعر بيتا، هل تعلمون أن أول من طالب باستقلال السودان هو السيد / عبد الرحمن محمد إبراهيم دبكة ، نائب دائرة البقارة ، نيالا ، في دعايته الانتخابية ، وتكريما له تم تقديم الاقتراح داخل الجمعية التأسيسية عام 1956م حيث مثلت كلمته الشرارة الأولى لاستقلال السودان ، مع ذلك فإن أبناء دارفور غير مؤهلين في نظر المركز ! حتى إن قبلنا جدلا بعدم وجود الكوادر المؤهلة من أبناء الإقليم ، كما يدعي البعض ، أولم يكن من واجب الدولة آنذاك مراعاة الإنصاف والعدالة الاجتماعية في سبيل إرساء دعائم للوحدة الوطنية وإقامة الوطن المنشود ، وطن المساواة والتنمية الاجتماعية الشاملة ؟

ونتيجة لهذا الاختلال في السلطة، أسس أبناء دارفور المثقفين الذين لمسوا تهميشا لدور دارفور وأبنائه جبهة نهضة دارفور وذلك عام 1963م وفي نفس الوقت تأسست حركات أخرى مثل اتحاد جبال النوبة ، ومؤتمر البجة ، ورفعت جبهة نهضة دارفور شعار الفدرالية ليكون لأبناء المنطقة دورا في إدارة شوؤنهم وحل قضاياهم الداخلية في إطار السودان الواحد وتحت إشراف السلطة المركزية وقد سبقها الجنوب في ذلك ، مع ذلك اتهمت حكومة عبود جبهة نهضة دارفور بالعنصرية ، وخاصة عندما اكتشف أن هناك تنظيما عسكريا لجبهة نهضة دارفور (منظمة سوني) حيث تم اعتقال أعضائه وتم محاكمتهم تعسفيا وتفرق الباقي ، وما كان نظام مايو بأحسن حال مع أهل دارفور من حكومة عبود ، وسبب المشكلة بين مايو ودارفور تمثلت في المشاركة الواسعة لأبناء دارفور في الجيش السوداني في المحاولات الانقلابية العسكرية المتكررة التي تعرض لها نظامه ، والكل يعرف كيف تعامل مع هذه الانقلابات، تارة وصفوها بالعنصرية وأخرى مرتزقة وغيرها كثير فقط لأنهم من الغرب ، وفي نفس الوقت أوقفت جميع مشاريع التنمية في دارفور وبقرار من نميري ، وعندما قامت انتفاضة دارفور وكسرت قرارا جمهوريا ورفضت تعيين الطيب مرضي حاكما لإقليم دارفور قررت مايو معاقبة دارفور حيث تم تعين السيد / احمد إبراهيم دريج ومنعت منه الموارد المالية ليفشلوه ويقولوا هذا من أبناء إقليمكم فماذا قدم لكم ؟

بعد سقوط نظام مايو جاء حكومة سوار الذهب ولم تقدم لدارفور شيئا حتى أن حكومة الجزولي دفع الله خلا من أبناء دارفور تماما، إضافة إلى التهميش في السلطة قام المجلس العسكري بارتكاب خطيئة وكان آثاره مدمرة حتى اليوم ، حيث قامت بتسليح فرسان بعض القبائل العربية لمساعدة الجيش في حربها بالجنوب.

أما فترة حكومة الأحزاب الثالثة فكانت أكثر سماحة مع أهل دارفور من حيث المشاركة في السلطة المركزية بعدد من الحقائب الوزارية الثانوية وعضوية في مجلس رأس الدولة، إلا إنها لم تفعل شيئا تجاه التنمية أو انتشار العنف واستشراء النهب المسلح، بل ساهم رئيس الوزراء الصادق المهدي بشكل فعال في إزكاء النعرات القبلية لتوازنات انتخابية ودعم بشكل أو آخر التجمع العربي بعد إصدارها تلك البيان الشهير والتي طالب فيها حتى بتغيير اسم الإقليم لأول مرة في تاريخ السودان.

في ظل نظام الإنقاذ وهم أقلية في محيط السياسة السودانية فكروا في إمكانية تغيير ولاء أهل دارفور من ولائهم التقليدي ( حزب الأمة) مع التركيز على القبائل العربية لدعم التوجه الرسمي للدولة في إطار ما أسموه بالمشروع الحضاري، لكنهم فشلوا في العثور على الكنز أو حتى تطويع المفتاح المناسب لفتحه.

المشاكل الأساسية في دارفور التخلف والجهل والفقر من جراء عدم وجود أي مشاريع تنموية تناسب وحجم الإقليم أو السكان وغياب الخدمات الاجتماعية الضرورية من تعليم وصحة وتدهور مريع للطبيعة نتيجة الجفاف، مع إهمال الحكومات المتعاقبة كل هذه الأمور وتجاهل مطالب المواطنين ومؤسسات المجتمع المدني في الإقليم، مع تهميش الإقليم في مواعين الثروة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وتهميش أبنائه في مواعين السلطة والمشاركة في الحكم ، بل حكومة الإنقاذ أعادت إقليم دارفور إلى العصور الوسطي وذلك تمثلت في تجميد مشاريع قائمة كما ورد ذكرها في ورقة الملتقى ، ثم الطامة الكبرى طريق الإنقاذ الغربي كما يسميها المركز، بعدها ظهرت الكتاب الأسود لتضع الحقائق بين أيدينا.

بعد إحباط المواطن في دارفور بخصوص طريق الإنقاذ الغربي كان لابد من المواجهة مع السلطة المركزية وانتزاع الحقوق المتراكمة، وطريق الإنقاذ الغربي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، والمفاصلة السياسية الأولى كانت حركة الشهيد المهندس داؤد يحيى بولاد عام 1992م، وكرد فعل من الحكومة الإنقاذ لهذا التحرك واتبعت سياسة فرق تسد وألبت قبائل ضد أخرى وبطريقة أكثر لؤما من أي وقت مضى في تأريخ السودان، وهنا يجب أن نسجل للتاريخ، إذا كانت الحضارة أخلاقا ومعاملات فان قبيلة الفور تظل واحدة من أرقى القبائل حضارة في أفريقيا، تستند في ذلك إلى تاريخ ضارب في القدم وسلطنة ذات إرث وتقاليد ما زالت تمثل إحدى ركائز الحضارة ليست فقط في السودان بل على كل أفريقيا، بعد تحرك بولاد اتبعت حكومة الإنقاذ سياسة حملات تأديب لقبائل بعينها حيث سيرت جيوش ومارست قصف جوي لبعض المناطق وراح كثير من الأبرياء ضحايا لتلك الممارسات، مما أثار استياءا عاما في الإقليم، ثم تبع ذلك تقسيم الحواكير وتعيين نظارات وإمارات وما صاحبها من انتزاع لملكية أراضي بعض القبائل وإعطائها لقبائل أخرى بالإضافة إلى تدمير الإدارة الأهلية وتفتيتها.

وكانت النتيجة الحتمية لمثل هذه التصرفات الهوجاء من قبل المركز تجاه المحيط لابد من رد عليها خصوصا إذا كانت الضرر بالحجم التي لحقت بإقليم دارفور. وأن الثورة ضد المركز قد تأخر كثيرا وذلك حسب رأي المراقبين والصحفيين، ونعتقد أن إقليم دارفور له خصوصية تاريخية وثقافية وسياسية وتجعله يطمح في تولي إدارة نفسه بنفسه، وفي مشاركة أكبر في السلطة والثروة خاصة وهو يعاني في الوقت الحاضر من تدهور في الخدمات وضعف في التنمية وتفشي الفقر والبطالة والانفلات في الأمن وتفاقم الصراع القبلي ، ونعتقد أن مطالب الحركة عادلة وتجد تأييدا واسعا ليس في إقليم دارفور فحسب إنما في جميع مناطق السودان المختلفة ، إلا أن الحكومات المتعاقبة في المركز تمارس التسويف والازدراء تجاه هذه المطالب ، وهنا نؤكد إن لم تجد هذه المطالب التفاوض الجاد والاعتبار الكافي من قبل الحكومة المركزية سوف تزداد وتيرة العمليات العسكرية ويتسع رقعتها بكل تأكيد، ويجب على المركز أن تقر بأن حركة / جيش تحرير السودان ليست لها علاقة بالنهب المسلح أو قطاع طرق ، وأن حركة / جيش تحرير السودان ثورة شعبية وليست تمردا كما تسميها حكومة الخرطوم. ومحاور تأسيسها على النحو التالي (بدون تفصيل):
1- وحدة السودان
2- حقوق الإنسان
3- نظام الحكم
4- الهوية ، الثقافة
5- الصراع المسلحة بين القبائل
6- الحل السلمي للمشكل السوداني
7- الدول المجاورة والمجتمع المدني

أما محاور التفاوض التي رفضتها نظام الإنقاذ في أبشي التشادية فهي على النحو التالي(بدون تفاصيل):
1- السلطة ونظام الحكم ( المحور السياسي)
2- الثروة ( المحور الاقتصادي)
3- المحور الاجتماعي
4- الترتيبات الأمنية ومعالجة أوضاع الثوار ( المحور العسكري)

أما الملاحق اتفاق وقف إطلاق النار التي رفضها نظام الإنقاذ فهي (بدون تفاصيل):
1- فتح ممرات أمنة لإغاثة المتضررين والمشردين في الوديان وسفوح الجبال ومداخل المدن وعند حدود الدول المجاورة.
2- برتوكول لحماية المدنيين من اعتداءات الجيش والجنجويد.
3- مراقبة دولية للهدنة ووقف إطلاق النار.
4- جمع سلاح المليشيات التي تساند الجيش في مسارح العمليات لضمان سلامة أرواح المدنيين وقراهم وممتلكاتهم من النهب والحرق.

لم تكن في يوم من الأيام حركة / جيش تحرير السودان من دعاة حرب إنما حملت السلاح بعد أن يئس من الحوار الطرشان مع الحكومة المركزية، وقد سلك أهل دارفور منذ الاستقلال حتى اليوم كل السبل الممكنة كي يسمعوا صوتهم للحكومات المركزية المتعاقبة لكن للأسف ليس لدى هؤلاء آذان صاغية للعبيد... لذلك قررت الحركة مكرها حمل السلاح ومواجهة السلطة المركزية، ومع ذلك فإن الحركة تؤمن بأن الحوار هو أفضل طريق إذا كانت السلطة المركزية جادة في تناول مشكلة دارفور بكل أبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

نعتقد أنه قد آن الأوان لأهل دارفور لآن يتطلعوا لتمثيل سياسي منصف لقضياهم ، ومنحاز لتطلعاتهم بإصرار وقوة ، وفي هذه الحالة نقول ( ما حك جلدك مثل ظفرك ) إن الأوضاع السياسية ونظام الحكم القادم في السودان سيعتمد مبدأ الديمقراطية والتعددية والفدرالية بمعناهما الواسع وعليه لا بد من أهل دارفور من أن يتوحدوا أولا لمقابلة استحقاقات المرحلة القادمة بكل زخمها وعنفوانها ، وأن نتجاوز الصيغ التقليدية التي لم تفعل شيئا لدارفور سوى الإضرار بها وركنها بدوائر الأرقام الانتخابية ، وبعد سلام قومي وشامل السودان مقبل على برامج من التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة على كل المستويات الفدرالية والولائية وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.


بشير يحـيـى بوش
حركة/ جيش تحرير السودان /مكتب الخليج

بعد الثلاثين من سبتمبر ... السودان إلى أين؟

منذ انقلاب نظام الإنقاذ على الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في السودان عام 1989م وحتى اليوم بدأت المشاكل تتوالى على بلدنا الحبيب السودان مثل انهمار المطر على ربوعها الخضراء ، والملاحظ أن هؤلاء المنافقين الذين أدعوا زورا وبهتانا بأنهم يريدون تطبيق الشريعة والعدالة في السودان ، أصبحوا هم الظلم بعينه يسير برجليه وسط خلق الله، ابتدأ من إعلان الجهاد لأبناء الوطن في الجنوب ووصف الثوار في دارفور بأنهم قطاع طرق وقالوا في الشرق ما لم يقله مالك في الخمر، لكن في النهاية جلسوا مع كل أولئك وهم صاغرون ، وحسب علمنا ما من أحد منهم لم يستحم من البحر سبع مرات حسب طلب (البشير) الرئيس الراقص.
وإن عدنا إلى موضوع الساعة ... الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ونظام الإنقاذ ولعبة القط والفار الذي سئمنا ومللنا منه بسبب كثرة التكرار مع الأحداث، وقبل الخوض في هذا الموضوع الشائك (وسببه نظام الإنقاذ) هناك حقائق يجب أن يكون واضحا لكل واحد ، وهي أن أي إنسان لا يريد أن يرى وطنه في وضع كوضع السودان اليوم ، ولا نريد مزايدة على وطنيتنا لأننا بكل بساطة سودانيون وهذا يكفي ، لكن الفرق أن هناك من يده على ماء ومن هو يده على نار ، بالطبع هناك فرق.
عندما طالبنا بحماية المواطنين في دارفور بقوات محايدة سواء كانت من الأمم المتحدة أو الاتحاد الأفريقي ، يومها أيضا وصفنا البعض بعدم الوطنية والعمالة و....الخ ،وفي النهاية تم الاتفاق على قوات الاتحاد الأفريقي مع إنها ليس لديها أية خبرة في مثل هكذا مهام من قبل وأصبحت دارفور حقل تجارب للقوات الإفريقية ، مع كل اعتراضات الحركات الثورية في دارفور وبضغوط من المجتمع الدولي مع رفض نظام الإنقاذ أي تدخل للأمم المتحدة في دارفور في ذلك الوقت قبل الحركات الثورية تلك القوات مع التحفظ، مع ذلك كانت مزايدات الإنقاذ وصل إلى حد القول بان "القوات الإفريقية جاءت لنشر الايدز في دارفور" وأن الحركات الثورية لا يهمها إنسان دارفور، مثل هذه العبارات لا تصلح حتى للمزايدات السياسية المحلية ، ونحن كان رأينا واضح في أن قوات الاتحاد الأفريقي لا خبرة لها ولا نثق فيها والأيام أثبتت ما ذهبنا إليه ، وهنا لا يحتاج المرء إلى ذكاء خارق أو دليل لأن الخروقات كانت على عينك يا تاجر من نظام الإنقاذ على المواطنين العزل والاتحاد الأفريقي يسجل بلاغات المواطنين ضد مجهول ، وبلاغات الحركات الثورية تحفظ! أو ربما تسجل ضد من غير سكان الأرض إن كان الدفع بالدولار البترولي والربطة سميكة! ، مع كل تلك المرارات تحمل المواطن في دارفور ظلم ذوي القربى من أبناء الوطن ومرة أخرى ظلم الغرباء وكذلك الحركات الثورة لاكت الصبر وضبطت نفسها وقالت لعل الفرج قريب ، ومن ضمن ما قاله رئيس حركة تحرير السودان بعد توقيعه على اتفاق أبوجا أن الضغط كان من معسكرات اللاجئين والوضع الأمني المنفلت والمجتمع الدول وهنا الترتيب مهم ، مع إني اختلف معه في ذهابه إلى توقيع تلك الوريقات المسماة "اتفاق سلام دارفور".
بعد توقيع "اتفاق سلام دارفور" أعلن كل من عبد الواحد محمد نور – حركة تحرير السودان ، والدكتور خليل إبراهيم – العدل والمساواة ، أعلنا التزامها بوقف إطلاق النار والمجموعة التي انشقت من حركة تحرير السودان – جناح مني أركو مناوي بعد التوقيع على "اتفاق سلام دارفور" أيضا أعلنت التزامها بوقف إطلاق النار ، إذن كل المواقف على الأرض واضحة ، هنا يتبادر إلى ذهن القارئ سؤال، لماذا الأمن غير مستتب في دارفور؟ نعم الأمن غير مستتب في دارفور! والسبب نظام الإنقاذ الذي في العلن يقول انه ملتزم بوقف إطلاق نار لكن على الأرض كل يوم هناك خروقات سواء أكانت بواسطة الجيش النظامي أو بواسطة الجنجويد أو مليشياته الجديدة! نعم هذه هي الحقيقة المرة، وإذا نظرنا إلى سجل الإنقاذ في الكذب والتضليل والنفاق لا نحتاج إلى دليل بل سوف نفرد له مقالات أخرى.
وبناءا على الوضع على الأرض لا يمكن أن يثق إنسان دارفور في هذا النظام ويسلم له ليكون هو القاضي والجلاد في آن واحد، وان القوات الأفريقية أثبتت أنها غير قادرة بحكم الصلاحيات الممنوحة لها أن تحمي نفسها ناهيك من إنسان دارفور وهنا لا بد من وجود بدائل أخرى لديها صلاحيات استخدام القوة لحماية المواطنين سواء كانت من نظام الإنقاذ أو الجنجويد أو أي جهات أخرى تروع المواطنين الآمنين والبدائل الأخرى ليست بالضرورة أن تكون قوات أمريكية أو بريطانية أنما المهم هو الصلاحية الممنوحة لها لحماية إنسان دارفور ، إذا كانت جامعة الدول العربية لديها الإمكانية في هذا المجال ليتفضل ، الذي يهمنا هو الأمن والاستقرار في دارفور إنما من هي هذه القوات ليست ضرورية.
بالنسبة لقرار مجلس الأمن رقم (1706) والتي صدر تحت الفصل السابع والذي يجيز استخدام القوة ، نحن في دارفور نريد قوات بهذه الصلاحيات منذ وقف إطلاق النار ، بعد صدور القرار لا يجب أن ننوح ونلطم الخدود مثل الحريم! ونبكي على اللبن المسكوب! كان بالإمكان حل هذه الإشكالية قبل وصول المسألة إلى مجلس الأمن إذا كان أذكياء الإنقاذ يفهمون ويقرءون مجريات الأحداث منذ بداية الثورة في دارفور وحتى اليوم ، للآسف كل يوم يخرج علينا المهرج "البشير" يحلف ويرقص وفي النهاية يوافق على القرارات الصادرة وأشياء أخرى تحت الطاولة!؟ لماذا المكابرة والهذيان لا ندري.
اليوم اتخذت الاتحاد الإفريقي قرارا شجاعا بالوفاء بوعدها لأول مرة منذ دخولها دارفور، مجلس السلم والأمن الأفريقي في اجتماعها السابق في أديس أبابا بخصوص دارفور مدد لقواتها في دارفور حتى الثلاثين من سبتمبر 2006م ، وقالت إنها سوف تسحب قواتها في 30/9/2006م ، لكن قبل هذا القرار اتخذ المؤتمر الوطني قرارا بطرد قوات الإتحاد الأفريقي ( لان الحركة الشعبية على لسان المتحدث الرسمي الأستاذ ياسر عرمان قال: أن القرار لم يناقش في مجلس الوزراء ونشرت في جريدة الأيام والصحافة بتاريخ 4/9/2006م) (وفي جريدة أخبار اليوم 4/9/2006م - قال السيد مني أركو مناوي كبير مساعدي رئيس الجمهورية: أنهم إذا طردت قوات الاتحاد الإفريقي سوق يعلقون "اتفاق سلام دارفور").
إذن المؤتمر الوطني لا تريد مشاركة الآخرين في اتخاذ القرارات المصيرية التي تحدد مستقبل السودان بأكمله، هذا يعني كل الشركاء في الحكومة عبارة تكملة عدد لا أكثر ولا أقل! وما قيل لمبارك الفاضل المهدي ليس ببعيد( عندما سأل مبارك في جلسة لمجلس الوزراء عن أن لماذا دخل البترول لم تظهر في الميزانية؟ قال له عوض الجاز: نشتري بالزيك).
الآن ... مجلس الأمن اتخذ قرارا بدخول قوات أممية إلى دارفور تحت البند السابع هذا يعني تجوز لهذه القوات استخدام القوة وهي ليست بالضرورة أن تكون أمريكية أو بريطانية كما يدعيه البعض خصوصا منافقي الإنقاذ، مع العلم أن مجلس السلم والأمن التابع الاتحاد الإفريقي التزم بقراره الصادر 27/6/2006م بأديس أبابا والقاضي بإنهاء التفويض الممنوح لها في دارفور بتاريخ الثلاثين من سبتمبر 2006م ، وأمامنا حوالي خمسة وعشرون يوما حبلى بالقرارات المصيرية للسودان أما بلدا يسع الكل أو صومال آخر ... حتى ذلك الحين ننتظر لنرى ماذا يقرر ذلك الراقص وبعدها لكل حادث حديث.

إلى أذكياء الانقاذ...مع التحية

في البدء إذا اردتنا ان نعرف نمط التفكير السياسي لأهل الانقاذ لابد من خلفيه تأريخيه بسيطه ، فمنذ 30 يونيو 1989م كل يوم والانقاذ تبتكر خدعة جديدة تراوغ بها الشعب السوداني ... إبتدأ من ذهاب شيخهم (الذي علمهم السحر) الى سجن كوبر وذهابهم الى القصر الجمهوري ... وعندما انتهى دوره بالفعل دخل السجن مرة أخرى لكن هذه المرة لم يصدقه أحد وبات الكثير من أهل السودان يعتبرون تلك المفاصلة التاريخية بين إسلاميي السودان ليست إلا مجرد خدعة سياسية أخرى ... هكذا تتوالى السناريوهات التي لم ولن تنطلي على أحد خصوصا قادة حركة تحرير السودان وكان ذلك واضحا من خلال اتصالنا ببعض الاخوة.
فمن باب الايجاز دعونا نتابع شيئا من تحركاتهم الاخيرة ، فقبل سفر (المتشيخ) والمحامي الفاشل على عثمان محمد طه الى بروكسل لتقديم فروض الولاء والطاعة للاوربيين والامريكان في بلجيكا، ظهر في بعض وسائل اعلام الانقاذ وخاصة بعض كتاب الاعمدة المحسوبيين لنظام الانقاذ من أن هناك خلافا ما في القصر الجمهوري بين الرئيس (الراقص) ونائبه (المتشيخ) ... وأثير حول هذا الموضوع غبار كثيف فقال الكثيرون لماذا لا تستفيد الحركات مثل تحرير السودان من هذا الخلاف واستقطاب أحدهم وإغتنام الفرصة ، وقال آخرون شاطروا البشير لتقفوا معه لعزل (المتشيخ) وتفوزوا بمنصب النائب الثاني ... لكن يقال أن الرجل هو نفسه لم يصبر كثيرا بل أوفد مرسالا في محاولة منه للتقرب من الحركات وفتح باب الحوار ، وفي حواره الخاص ابلغ الحركات بانه على خلاف مع (المتشيخ) ويريد أن يتغدى به قبل أن يكون هو وجبة عشاء دسمة على طاولة صاحبه ، فهل التودد تكون بهذه الطريقة المكشوفة ، ذلك لم تنطلي على قادة الحركات مثل حركة تحرير السودان حسب معلوماتي ، وفي ذات الاطار من سياسة الخداع توجه (المتشيخ) الى طرابلس الغرب لمقابلة الاخوة مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان والدكتور خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة باعتبارهم روساء الحركات الفاعلة في غرب السودان ودار في تلك اللقاء اشياء كثيرة وحتى اليوم تتواتر علينا المعلومات ، لكنها غير قابلة للنشر في الوقت الحالي.
وقبل عودة (المتشيخ) (الميمومنة) الى الخرطوم من طرابلس الغرب نشرت ذات الصحف الصفراء أنه أي (المتشيخ) على خلاف مع (الرئيس الراقص) وأنه قابل روساء الحركات من غير علم القصر الجمهوري وكان اشهر ما قيل في هذا الصدد مقال كتبه الجنجويدي الكبير الوزير (الكرسي) السابق (كاشا) (وزارة التجارة) (وللعلم أن كاشا المتواجد حاليا في ولاية جنوب دارفور ويدير عمليات تجنيد للجنجويد حيث تم الاعتداء على منطقة كرمجي بالقرب من الشعيرية بتاريخ 12/4/206م ومن ثم الاعتداء على منطقة رهد ارطو يوم 17/4/2006م حيث قتلوا وجرحو ونهبوا الممتلكات راجعوا بيانات الناطق العسكري والرسمي لحركة تحرير السودان على موقعهم على النت www.sudanslma.com)... وردت الفعل الغير متوقع كان من المنسق العام للجنجويد الفريق معاش وحاكم جنوب دارفور السابق على صفحات موقع سودانيز أون لاين وما تلاها من تلاسن بين الرجلين وكان ذلك يعتبر نشرا للغسيل وعلى ما يبدوا ان (المتشيخ) اتصل على الطرفين وقال لهم أن الذي يجري كله مسرحية وأنه يدبر لشيئ كبير يذهل العالم ويقصم ظهر الحركات وعليكم التزام الصمت حيال موضوع البيع والشراء لقادة الجنجويد في بروكسل ... وصمت الرجلان صمت أهل القبور.
وفور وصول (المتشيخ) الى الخرطوم امر رؤساء تحرير الصحف وكتاب الاعمدة في صحف الخرطوم لحضور المؤتمر الصحفي الهام للرجل المهم لشرح تفاصيل عملية تضليل عام لكل الشعب السوداني عما يجري في أروقة المؤتمر (الوطني) وكان مقدم سيادة النائب في تلك المؤتمر (عبد الباسط) لا ادري ما صفته انما الذي لفت نظري هو ذهوله البادي على محياه لاننا كأهل دارفور نعرف جيدا من هو الرجل ... لانه في مقابلة له مع قناة الجزيرة القطرية قال ان الصور التي تعرض على انه معناة أهل دارفور هي صور من راوند!!! يعني بالعربي على الدارفوريين الافارقة ان يذهبوا الى هناك ويتركوا دارفور للجنجويد! ونحن أهل دارفور لا ننسى هذا الكلام مهما طال الزمن ونحمد الله كثيرا على سلامة ذاكرتنا الفردية والجمعية.
ومن ثم كان الصحفيين أكثر ذهولا من السيد سبدرات وبعدها تتالت المقالات والتحليلات في صحف الخرطوم تشرح خلافات البشير و(المتشيخ) لكن يبدو أن قادة حركة تحرير السودان وغيرها من الحركات كانت تساير هذا السناريو رغم علمهم المسبق بها ومصداقا لذلك فقد نشروا فيما بعد جزءا من تلك التحليلات والمقالات في موقع حركة تحرير السودان www.sudanslma.com لكنهم لم يصدقوا من تلك التقارير والمقالات شيئا ، وكان الهدف منها مسايرة نظام الانقاذ الى نهاية المسرحية ومن جانب آخر كان لابد من أن نظام الانقاذ تطمئن على أن الحركات بلعت الطعم ونامت قريرة العين.
بعدها بأيام قام النظام بعمل كشات على العاصمة القومية وقالوا انهم قصدوا بتلك الكشات التشاديين الذين يقيمون في السودان بصورة غير نظامية أو شرعية ووقتها قلنا يا ترى من هم هؤلاء المساكين الذين يرحلون قسرا الى بلد هربوا منها!! ومن بعض مصادرنا علمنا أن الذين تم القبض عليهم هم أفراد ومليشيات معارضة تشادية الذين تلقوا تدريبهم في معسكرات سودانية وتعمل نظام الانقاذ على ترحيلهم الى معسكرات تجميع على الحدود السودانية التشادية استعدادا لغزو الجارة تشاد وتنصيب مواليين لنظام الانقاذ في رأس السلطة التشادية ولكنهم لم يعلموا أن قادة الحركات في دارفور كانوا على علم بما يدور داخل القصر ورئاسة جهاز أمن الدولة ، ولا ندري من الذي بلع الطعم الحركات أم نظام الانقاذ ؟؟؟.
وهناك حادثة ملفتة للانتباه ، وهو عندما طلب إيان إغلان مساعد الامين العام للامم المتحدة للشئون الانسانية زيارة دارفور رفضت الطلب(اتصل عليه والى جنوب دارفور وقال له لا نضمن سلامتك) وربطت ذلك الرفض بان جنسية إيان إغلان النمساوي وأن الدارفوريين زعلانيين من نشر الصور المسيئة للرسول عليه افضل الصلاة والتسليم وأن الخرطوم لا تضمن سلامته في دارفور (لنقل نحن متعصبيين اسلاميين في دارفور وقبلنا أو فهمنا سبب الرفض على علاته) مع العلم بان نظام الانقاذ تصف الحركات وخصوصا حركة تحرير السودان بالعلمانية!!! ، لكن عندما طلب إيان إغلان مروره الى معسكرات اللاجئيين في الجارة تشاد عبر أجواء دارفور أيضا تم رفضه؟! (ولم نكن نعلم أن أجواء دارفور اصبحت اسلامية متطرفة هي الاخرى)!!! كان هذا الرفض غير مفهوم بالنسبة للكثيرين لكن على ما يبدوا أن قادة الحركات كانوا على علم بخفايا الامور لذلك لم يصدروا غير بيان مقتضب ومن متحدث الرسمي باسم حركة تحرير السودان عصام الدين الحاج من ابوجا.
ثم فجاة وبدون أي مقدما أعلن في الخرطوم بأن سعادة (المتشيخ) سوف يغادرها الى أبوجا لتسريع المفاوضات ... في البدء كنت من المرحبين بهذه الفكرة لكنني في نفس الوقت كنت على اطلاع على بعض من خيوط المؤامرة التي تحاك في الظلام ويبدو ان قادة الحركات ايضا قالوا (ومالو نمشي مع الكذاب حتى الباب) ، ويبدو أن الاخوة التشاديين ايضا على علم أو يملكون بعض المعلومات عن نشاط نظام الخرطوم وسط المعارضة التشادية ويعلمون أماكن اقامة قادتها ومن الذي يقابلهم في الظلام!!! وخاصة تلك السيارات اللاندكروزر الجديدة من المصنع التي يستخدمها قادة المعارضة (عددها يفوق المئة بقليل) وجوالات الثريا التي امطروا بها قناة الجزيرة بمناسبة وبدون مناسبة ناهيك عن الاسلحة المتطورة والعتاد والدعم اللوجستي (كلها أموال الشعب السوداني طبعا) ، كما ورد الينا بعض المعلومات شبه المؤكدة بان السيد (المتشيخ) سافر الى مدينة الجنينة عدة مرات وحسب المصادر كان معلوم لدى استخبارات بعض الحركات انه يستضاف في منزل خاص في ضيافة شخص مهم وغير حكومي وكانوا على اطلاع بالاشخاص الذين كانوا يقابلونه في جنح الليل وهناك ضباط ارتباط من الجيش ومشرفين من جهاز أمن الدولة ، يبدو أن هذه المعلومات كانت تنهمر كالمطر على رؤساء الحركات أما (المتشيخ) صاحب الخطة الجهنمية ومن معه من الاستخبارات (القوشية) نائمين على عسل بوهم أن خطتهم الجهنمة الخارقة غير مكشوفة حتى للجن الازرق!!!.
ولتنفيذ هذه الخطة الجهنمية والخارقة للتفكير البشري ناهيك عن قادة الحركات ويبعد الشبهات عن نظام الانقاذ ولكي لا يقعوا كما حدث في اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في اديس ابابا ، رتبت الامور على عجل لكي يسافر المفكر الخارق (المتشيخ) الى أبوجا ، وبالفعل ذهب (المتشيخ) الى ابوجا وبدأ يدير العمليات بالثريا من فندق هلتون أبوجا ويصرف التعليمات على المعارضة التشادية برئاسة محمد نور (تاجر أجهزة الالكترونية بسوق ليبيا)(والغريب أن موقع صحيفة الرأي العام اورد في سيرة الرجل إنه رجل أعمل ومستثمر في مجال البترول مع العلم بانه عندما قدم الى مطار الخرطوم قادما من مطار باريس تم إعتقاله لمدة ثلاثة أيام وعندما اطلق سراحه قال في مؤتمر صحفي بانه مستثمر وليس معارض لحكومة تشاد) الكمبارس المرتقب في انجميا وهم لا يعلمون أن الرئيس التشادي الحالي قد سلط عليهم كل قرون الاستشعار لديه نحوهم وبدأ يلتقط كل زفرة ونفرة من انفاسهم!!!.
وفي نفس السياق كانت هناك تصريحات غريبة ومريبة لمسيلمة الكذاب (عثمان يوسف كبر) والي شمال دارفور ... حيث صرح بان حركة تحرير السودان هاجمت قوافل طلبة الشهادة السودانية بين مدينتي الفاشر وكتم ... لكن الحقيقة ان هذه السيارات المدنية في الظاهر كانت محملة بالاسلحة والذخائر وصواريخ سام (7) المضاد للطائرات!!! لا ندري إن كانت الحركات المسلحة تمتلك طائرات ليقذوفها بهذه الصواريخ؟!.
والمحصلة النهائية لكل هذا ، هدفين ، أن نظام الانقاذ تريد أن تصطاد عصفرين بحجر واحد أولا تتخلص من نظام إدريس دبي حليف أمس عدو اليوم وفي إعتقاده أن إدريس دبي اصبح الحديقة الخلفية للحركات المسلحة وايضا يعتقدون خطأ بان تشاد توفر للحركات اسلحة ودعم لوجستي مع العلم أن كل هذا من نسج خيالهم المريض المتآمر على الدوام ، وبذلك يضعف موقف الحركات التفاوضية وبوادر ذلك ظهرت في إجتماع الخميس 15/4/2006م بأبوجا حيث قال مسئول الترتيبات الامنية بالحرف الواحد (أنتم تأخذون ما نعطيكم فقط) وكان ذلك موقف غريب لكن بعض الاخوة في أبوجا كانوا يبدو لي على علم ببعض التفاصيل للعملية لذلك آثروا السكوت على تلك الكلمات الايحائية من اللواء (عصمت).
وفي ذات الوقت كان وجود (المتشيخ) في أبوجا وإدارته للعمليات العسكرية في تشاد من فندق هلتون بأبوجا لاضاعة الوقت ووضع المجتمع الدولي أمام أمر واقع ، لانه على يقين بأن السيد إدريس دبي مغادر السلطة بعد ساعات ، لذلك كان اعلان رجوعه الى الخرطوم يوم الجمعة 16/4/2006م تزامناً مع إزاحة الرئيس التشادي ... يعني يريد أن يقول للمجتمع الدولي انا ذهبت الى أبوجا لتسريع المفاوضات الا أن الامر على الارض هناك متغيرات جديدة يتطلب إعادة النظر في هذه المفاوضات حسب مقتضيات المرحلة (الحلم) ، والرسالة الاخرى للمجتمع الدولي حيث تريد نظام الانقاذ في الخرطوم أن تقول إنها جادة لدرجة انها أوفدت (المتشيخ) ورجل سلام الجنوب الى منبر أبوجا.
وكان الهدف الثاني مزدوج تغيير نظام الحكم في تشاد وفرض شروطهم على الحركات باعتبار ان النظام الجديد موالي للانقاذ وسوف يضغط على الحركات من الخلف وهم يضغطون عليها من الامام بدليل أن السيارات المدنية المتجهه من الفاشر الى كتم كانت محملة بالاسلحة والذخائر وصواريخ ... وطبعا هنا لا بد من أن نسال انفسنا، لماذا صواريخ سام (7)؟!! والاجابة بسيطة!!! نظام الانقاذ دائما يراهن على الوقت في حل المشاكل في السودان بمعني انهم سوف يماطلون حتى انتهاء مدة الستة أشهر ، وهي فترة التمديد لقوات الاتحاد الافريقي! وماذا بعدها؟ سوف تأتي قوات الامم المتحدة وهنا مربط حمار الانقاذ!!! انهم يجهزون قواتهم لما بعد قوات الاتحاد الافريقي والمقصود بتلك الصواريخ ليست جيش حركة تحرير السودان ولا قوات الاتحاد الافريقي ولا طائرات إدريس دبي انما هي قوات الامم المتحدة القادمة الى السودان بعد ستة أشهر من الآن!!! إذن نظام الانقاذ لا تريد سلاما في دارفور انما تريد شيئا آخر!!! مزيدا من الدماء والتشريد والاغتصاب مع استصحاب ما قاله وزير العدل المؤتلف قلبه (المرضي) بانهم يفتحون حدود دارفور لعناصر من تنظيم القاعدة في السودان.
وفي الختام أن هذا السناريو الذي فشل فشلا ذريعا واستولت الحكومة التشادية على كل المعدات والاسلحة وقبضت على أفرادها الذين رحلوا من العاصمة القومية بحجة انهم تشاديين يقيمون بطريقة شرعية في السودان ، ومن جانب آخر استولت حركة/جيش تحرير السودان على السيارات المحملة بالمؤن والذخائر وصواريخ سام (7)، هنا يتبادر الى الذهن الكثير من التساؤلات الا وهي:-
· ما هي الخطة البديلة يا ترى؟! في حالة فشل العملية بهذه الطريقة ... أم أنهم بلا خطط بديلة؟!
· لماذا الغيت رحلة العودة الى الخرطوم لسعادة (المتشيخ) الخارق الذكاء؟!
· مع علمنا التام بان سعادة (المتشيخ) اطلق لاءات ثلاثة في أبوجا وفهمنا منها أنه لا سلام في دارفور على المدى القريب، إذن ماذا يفعل في أبوجا، هل يود شراء ذمم المفاوضين؟! ماذا يفعل المفاوضين من الحركات في هذه الاجواء؟؟!!
· هل الرئيس الراقص كان يعلم بهذه الخطة الجهنمية أم إنه في غييه سادر؟! واصبحت العملية كلها كحادثة الرئيس المصري حسني مبارك؟!
هنا يجب أن نقول بأن أهل السودان في الغرب لا ينتظرون السلام الى ما لا نهاية!!! ... ولا اظن أن عاقلا يسمح بدخول قوات اممية التي لا نعلم أهدافها ووقت دخولها ووقت خروجها وما هي الشروط التي بموجبها تدخل هذه القوات؟! ... هذا ليس من باب الرفض من أجل الرفض لكن أن المعضلة في السودان اصبح اكبر من ذلك ... المشكلة الاساسية اصبح في النظام الحاكم في السودان ... إذن يجب أن يكون هناك طريقة لإزالة هذه النظام ؟! وأظن أن اهل السودان في الغرب دفعوا ثمنا غاليا مرتين ، مرة عندما ظلموا من السلطة المركزية ومرة أخرى عندما تم تدمير الاقليم وتشريدهم وارتكاب عمليات ابادة جماعية في حقهم واغتصاب نساءهم ، حتى شهد عليها كل العالم الا من أبى! وأن تسويف الخرطوم لهذه المشكلة هو لكسب الوقت وهذا معلوم، الآن حان الوقت لوقف هذا العبث، وفي اعتقادي الشخصي أن السلام بعيد المنال من هذا النظام ... وأن الوقت ليس في صالح الجميع .... ورسالتي لأغبياء الانقاذ قصيرة وواضحة وكذلك لقادة الحركات في دارفور ... الحل لهذه المشكلة هو نقل المعركة القادمة الى القصر الجمهوري على ضفاف النيل لتغيير النظام وليس في صحارى دارفور القاحلة ... وأرجو ان يكون ذلك قبل دخول القوات الدولية.... وسلام

بشير يحيى بوش

اتفاق أبوجا ... إلى رحمة الله مرة أخرى (2)

(الناس فقدوا كل شيء وأصبحوا فقراء لا يملكون كباية موية) فلماذا لم نقدم لهم العون القانوني ، (هل نجلس متفرجين ونقول هؤلاء ليس لديهم حق التعويضات والحياة الكريمة؟) هذه كلمات للقانوني الضليع الدكتور أمين مكي مدني ، في ندوة هيئة محامي دارفور في الخرطوم، وتناول الاتفاق وشبهها باتفاق نيفاشا من حيث الثنائية وأشار إلى تناسي القوى المسلحة الأخرى في دارفور وقال أن الاتفاق لم تحقق مطالب أهل دارفور ولم تكن بقدر التضحيات الجسام من بداية الأحداث حتى توقيع الاتفاق 5/5/2006م وبالتالي المجتمع الدولي التي ضغطت وأشرفت على هذا الاتفاق ارتكب خطأ تاريخي حيث أن الاتفاق يمكن تعود إلى المربع الأول في أية لحظة وذلك بسبب تصرفات المؤتمر الوطني تجاه هذه الاتفاق، هذه خلاصة رأي خبير قانوني ورجل عمل في أمم المتحدة لفترة وهو وزير سابق في حكومة الدكتور الجزولي دفع الله بعد سقوط نظام مايو أو جعفر النميري كما يسميها البعض!.
هذا يعني أن اتفاق أبوجا يعتبر خطوة أولى نحو إنهاء العنف في إقليم دارفور، لكن لابد من اتخاذ إجراءات قوية ومنسقة إذا ما أريد لها البقاء على قيد الحياة مع يقيني بأنها قد فارقت الحياة حسب تصريحات أحد الرعاة على الاتفاق السيد/ يانك برونك والذي قال قبل أكثر من ستة أشهر على موقعه على الانترنت بأن اتفاق دارفور ولد ميتاَ وقبل أيام خلال تواجده في نيويورك عقد مؤتمرا صحفيا وصرح بان الاتفاق قد مات.
والاتفاق بها عيوب رهيبة وكبيرة لا تخطئها عين كل قارئ بإمعان ، وقد رفضها حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناح السيد/ عبد الواحد محمد نور، وحسب القوة على الأرض أن هذان الفصيلان غير مؤثرين في القوة الميدانية، أنما فصيل حركة تحرير السودان المنشق من جناح السيد / مني أركو مناوي ويقودها السيد/ آدم بخيت هي التي تملك زمام الوضع على الأرض وبإمكانها مواجهة قوات ومليشيات الحكومة وهزيمتها ، وهذا ما حدث بالضبط في منطقة كلكل بشمال دارفور بتاريخ 11/9/2006م حيث تمكن من هزيمة ثلاثة ألوية بكامل العدة والعتاد واستولى على عربات وأسلحة ومؤن وأشياء أخرى، مما أدى إلى احتكاكات بين الجيش أنفسهم في القيادة الغربية وعلى أثرها قتل ثلاثة ضباط وحرس والى شمال دارفور وجرح اثني عشرة عسكري وهذا كله حدث داخل مدينة الفاشر، وبالتالي فإن اتفاق أبوجا سبب الكثير من التمزق في المجتمع الدار فوري وأوجد مزيداً من الحركات المسلحة.
والحالة الأمنية في أسوا حالتها لان المؤتمر الوطني لم يلتزم بنزع سلاح الجنجويد والمليشيات التابعة لها بل ودمجت جزء كبير منها في الأجهزة الأمنية، ولسوء الحظ فإن اتفاق أبوجا لا توجد بها ضمانات لتنفيذ الاتفاق وهذا برأي نقص أساسي في الاتفاق، وبعثة الاتفاق الأفريقي تفتقر إلى إمكانيات للقيام بالواجبات المناط إليه وتنفيذ الاتفاق هذه عبء إضافي لا أظن إن الاتحاد الإفريقي على استعداد لتحمله، والنقص الآخر في الاتفاق إغفال دور الأمم المتحدة في تنفيذ الاتفاق، لما لأمم المتحدة من دور في قوات حفظ عمليات السلام ، الأمر الذي جعل المجتمع الدولي تلجأ إلى مجلس الأمن واستصدار القرار 1706 والذي أثار الكثير من الجدل أوساط المؤتمر الوطني وفي النهاية قرروا مواجهة المجتمع الدولي، وهذه الضجة ليست بسبب السيادة المبكى عليها بل السيادة منتهكة من قبل بقرار 1590 و قرار 1593 ، إنما البكاء هنا لان القرار يأتي بشرطة ومحكمة لمحاكمة مجرمي الحرب في دارفور (51) المطلوبين للاهاي! هذا هو السبب الرئيسي لإنفراد المؤتمر الوطني بالقرار الوطني بشأن القوات الدولية في دارفور وذهبوا إلى أكثر من ذلك حين قال إبراهيم أحمد عمر نائب رئيس المؤتمر الوطني بأنهم سوف يجمدون اتفاق نيفاشا إذا لم توافق الحركة الشعبية لتحرير السودان على رأيهم أي برفض دخول القوات الدولية في دارفور، مع العلم أن القوات الدولية في جنوب السودان أيضاً تحت البند السابع والبعثة الأممية في الخرطوم والذي يرأسه يانك برونك أيضا دخل السودان تحت البند السابع ، يعني ذلك أن يانك برونك لديه الصلاحية والحق في دخول غرفة نوم البشير وإذا رفض يحق له استخدام القوة وهذه هي الحقيقة التي تخفيها نظام المؤتمر الوطني عن الشعب السوداني بشعارات للاستهلاك المحلي ( مثل الرقص ، الحلف بالطلاق ، وغيرها من الكلام المخجل الذي صدر من شخص يفترض أن يكون رمزاً للسودان والسودانيين).
وفي سياق الشق الأمني من اتفاق أبوجا تل علينا أحد (أبناء النيل) وزير خارجية مصر ويقول نحمل الثوار في دارفور مسئولية التدهور الأمني، الأخوة أبناء النيل عليكم أن تقولوا خيرا أو أن تصمتوا ، عندما زار دارفور بعض أطباء وصحفيين مصريين قالوا لا توجد انفلات أمني ولا توجد إبادة جماعية ولا توجد تدهور للوضع الإنساني ولا توجد حالات اغتصاب مع العلم أن نظام المؤتمر الوطني قد اعترف جزئياً بجرائمها ، واذكر منهم دكتور/ أبو العينين – مركز الأهرام للدراسات، ويبدو إنه بدون عيون، نقول لأبناء النيل نحن في دارفور تضررنا كثيراً من دعمكم لنظام المؤتمر الوطني، ولكل فعل رد فعل وإن طال الزمن.

لنعود إلى موضوع اتفاق أبوجا:
اتفاق أبوجا يتكون من ثلاث بروتوكولات (السلطة – الثروة – الترتيبات الأمنية) وهناك فصل يدور حوله جدل كثير وهي مسالة الحوار الدار فوري الدار فوري.
الظروف التي تم فيها توقيع اتفاق أبوجا معلومة للجميع إلا أن هناك بعض الجوانب يجب ذكرها، بعد أن فض عبد الواحد محمد نور تنسيق الموقف التفاوضي مع العدل والمساواة وحركة تحرير السودان/ جناح مناوي، يعني ذلك هناك تقارب من نوع ما بين الوفد الحكومي وعبد الواحد محمد نور وحسب التحليلات فإن فض التنسيق كان من باب تقاربه مع الحكومة وقربه من توقيع وثيقة ما وبعدها بأيام أدخله تلك التصرف في خلاف مع مجموعة وأصبح يصارع للبقاء كرئيس لتلك المجموعة، وكان يعني ذلك على الوفد الحكومي البحث عن حليف قوي وكذلك الاتحاد الأفريقي التي تبحث عن انجاز ما على حساب قضية دارفور، وبعدها ذهب (المتشيخ) على عثمان محمد طه إلى بروكسل للاجتماع بالأوربيين والأمريكان والاتحاد الأفريقي وهناك قدم (المتشيخ) تنازلا في أنه يمكن تسليم مهمة الاتحاد الأفريقي في دارفور إلى الأمم المتحدة! في حال تم التوصل إلى اتفاق سلام في دارفور، بل وذهب بنفسه إلى أبوجا ، حيث كان عبد الواحد منشغل بمشاكل تنظيمه ود. خليل إبراهيم كان متشدد بعض الشيء حسب التقارير آنذاك، هنا وجد السيد/ مناوي فرصة ربما لا تتكرر وبصفته قائد أقوى المجموعات الصفة الغير متوفرة في بقية القادة واتسم مواقفه بالمرونة في هذا التوقيت بالذات، لكن للأسف السيد/مني لم يتمكن من استغلال تلك الفرصة لصالحة وذلك عندما طلب منه تقديم طلباته فقط ركز على الجانب الأمني! هل هذه كانت طموحاته؟ أم أن تجاوزه للمؤسسية واعتماده على بعض مقربيه كان سبب النكسة؟ وهل فعلا السيد/ مني كان على إطلاع بالوثيقة التي كانت بين يديه؟! نعلم حجم الضغوط لكن الضغط لا يعني أن ترمي نفسك إلى التهلكة، والذي يحدث في دارفور الآن تهلكة والمسئول الأول والأخير هو السيد/ مني أركو مناوي.
حتى الترتيبات الأمنية التي ادخل عليها تعديلات السيد/ مني من نزع سلاح الجنجويد ، وإدماج قواته في الأجهزة الأمنية ، تمثل أفدح خطأ وقع فيه السيد/مني أركو لان اتفاق أبوجا تفتقر إلى الآليات والضمانات لتنفيذ مثل هذه البنود (نزع سلاح الجنجويد، وعودة اللاجئين ، لان الترتيبات الأمنية بند منفصل ويطلب من جميع الأطراف نزع سلاحها بنفسها!) إذن تعديلا السيد/مني اركو كانت حرث في البحر! وحتى اليوم الجنجويد أكبر مهدد للأمن في دارفور.
أما المطلب الثاني للسيد/ مني أركو كان إدماج جزء من قواته في الأجهزة الأمنية ، في اعتقادي يحمد الله أن تم تعيينه كبير مساعدي الرئيس الراقص وهو المركز الرابع في الدولة كما حددها الدستور الانتقالي وحسب الدستور (مشورة شاغله للرئيس والرئاسة لن تكون ملزمة) يعني وظيفة شرفية على مستوى الدولة ، أما الثوار فنقول لهم عودوا إلى الميدان! وهو يرحب بكم في أي وقت.

التعويضات:
كثيرا تحدث (مكذوب) الخليفة كبير مفاوضي المؤتمر الوطني في مفاوضات أبوجا وقال أن التعويضات مذكورة في الاتفاق وأنكم لم قراؤها!، كانت في البداية مجرد تعريف التعويضات مشكلة عويصة، والبند (10) من إعلان المبادئ ينص على (أن تتخذ خطوات لتعويض سكان دارفور ومعالجة المظالم التي تربت على الخسائر في الأرواح التي فقدت والأصول التي دمرت أو نهبت والمعاناة التي حدثت...) و(مكذوب الخليفة) دائما يخلط بين تمويل إعادة أعمار ودفع التعويضات على الأفراد وهو يقصد هذا الخلط، وبذلك يرى أن تمويل إعادة أعمار يشكل تعويضاً، ونعلم أن المؤتمر الوطني أتخذ قرارا داخليا بأن الاعتراف بالتعويضات الفردية يعني اعتراف ضمني بالجرائم المرتكبة في دارفور ومن هذا الباب رفض المؤتمر الوطني دفع تعويضات فردية بينما الحركة الشعبية لتحرير السودان رفض التعويضات الفردية لأنها لا توجد في اتفاق نيفاشا!!! وتقول المؤتمر الوطني أن مسالة التعويضات تترك للمحاكم! أي محاكم لا ندري! محكمة لاهاي ... أم محكمة المؤلفة قلوبهم (المرضي)، ليكون معلوما للجميع أن التعويضات الفردية لشعب دارفور هو المحك نعم المحك والمفصل وحسب المعايير الدولية لأننا نعتبر أن إنسان دارفور أغلى من نخلة الشايقي! ونعتقد أن (30) مليون دولار المذكور في اتفاق أبوجا لا يساوي شيئا بالمقارنة بالأضرار التي حدثت في الإقليم.

دائما هناك المهم والأهم ، والاهم اليوم هو الوضع الإنساني المتردي حيث المنظمات الإنسانية لا يمكنها توصيل الإغاثة للاجئين في معسكرات اللجوء والسبب انعدام الأمن الطرق غير سالكة والسبب جيش النظام ومليشياته وغير مسموح للتجار بإخراج كميات كبيرة من البضائع إلى أسواق خارج المدن الرئيسية وذلك بحجة أن تلك البضائع تقع في أيدي الثوار وفي نهاية المواطن هو من يدفع الثمن وهذه هي الأمور التي تقلق كل حادب على مصلحة الوطن والمواطن، ولان النظام فشل في توصيل الإغاثة إلى اللاجئين وفشل في توفير الأمن على المواطن في دارفور حتى داخل المدن الرئيسية مثل الفاشر ، نيالا والجنينة.
لا أعتقد أن كل الذين يعارضون اتفاق أبوجا لم يقرؤها كما قالها (مكذوب الخليفة) إنما قراؤها مع السطور وعكس السطور وبتمعن وفهموها جيداً ورأوا أنها لا تلبي شيئاً من مطالبهم العادلة وكما قالها الراقص (البشير) أن مشكلة دارفور بدأت بالجمل المسروق المنحور! ورفض الخرطوم دفع تعويض على قيمة تلك الجمل! أسألكم بعد ثلاث سنوات من التدمير والخراب! هل لديكم عقول تفكرون بها؟! هل لديكم عيون ترون بها؟! وهل تعرفون القراءة كما تطلبون من الآخرين أن يقرؤوا اتفاق أبوجا؟ لا أريد إجابة! تعرفون لماذا؟ لان الإجابة ظاهرة على أرض دارفور وإنسان دارفور.
إن وجود السيد/ مني أركو في القصر الجمهوري لا يحل المشكلة في دارفور ، لان اتفاق أبوجا أصبح يفرق أكثر مما يجمع، وإن دارفور ما لم تكن في موقع اتخاذ قرار سيادي في القصر أو صنع القرار السيادي ونسبة أكبر من الثروة وتعويض أهل دارفور تعويضات فردية عن ما لاقوه من نظام المؤتمر الوطني فإن عملية وصول إلى سلام مستدام في دارفور بعيد المنال وهذا إذا لم ينتقل المشكلة إلى أقاليم أخرى في الشمال.
لتنفيذ أي اتفاق يجب أن يتوفر الثقة بين الأطراف الموقعة على تلك الوثائق ، لكن تصريحات إبراهيم أحمد عمر ، نائب رئيس المؤتمر الوطني التهديد بتجميد اتفاق نيفاشا ، واتخاذ قرار محاربة الأمم المتحدة في أروقة المؤتمر الوطني دون مشاورة الشركاء في السلطة وتصريح السيد/ ياسر عرمان بخصوص إدارة العمليات ضد المظاهرات في الخرطوم مخالف للدستور ، وقال أيضا أن مراقبة الصحف مخالف للدستور! إذن ماذا بقي من اتفاق نيفاشا! وهذا بالنسبة الاتفاق القوي المحروس بالمجتمع الدولي والقرار 1590 الصادر تحت البند السابع ومحروس بالدستور يتم انتهاكه بهذا الشكل الصارخ صباح مساء! ماذا نقول عن وريقات أبوجا.... عليه رحمة الله